الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من دوار وعدم توازن في الرأس، أفيدوني عن مشكلتي وعلاجها!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أود الاستفسار عن مشكلة طبية تواجهني وتِؤرق معيشتي؛ حيث إنني لا أستطيع العيش بطريقة طبيعية، ولا أستطيع القيام بمهام عملي، والمشكلة باختصار تكمن في أنني أعاني من دوار وعدم توازن في الرأس منذ أكثر من عام.

كان الدوار يأتيني على فترات متباعدة، ولكن منذ حوالي شهر بدأ الدوار يزداد، ومستمر كل يوم، ولا أستطيع الوقوف للصلاة؛ حيث أشعر بعدم اتزان، وعدم القدرة على الوقوف، مع حدوث تنميل في الرأس، وأيضا ألم في الصدر، وصداع غير مستمر في الرأس، وعدم وضوح الرؤية، وقلة في التركيز.

ذهبت إلى طبيب باطني، وقمت بعمل كل التحاليل، و-الحمد لله- النتيجة سليمة، ولا أعاني من ضغط أو سكر.

ذهبت لطبيب مخ وأعصاب، وقال لي: إن الفحص الظاهري سليم (100%) ولا يوجد شيء، وسألت بعض الزملاء فنصحوني بالذهاب إلى طبيب أنف وأذن وحنجرة، وبالفعل ذهبت إلى أحدهم، وقال لي: إن هناك التهابا في الأذن الداخلية، وقام بإعطائي (بيتاسيرك) و(لافير) و(ميلجا) ونوعين آخرين، ولكن لم يحدث تحسن، فالدوار ما زال يأتيني مع الأعراض السابقة.

ذهبت لطبيب آخر أنف وأذن، فقال: إن هناك مشكلة في الأذن الداخلية، وليس التهابا، وأن الجهاز العصبي مجهد جدا، ويحتاج لراحة سلبية، وقام بإعطائي حقن (سيربوليسين) و(سيرفيتام) و(سيربوماب) و(كينجوزان) و(نوفابركس).

وعندما قرأت عن هذه الأدوية؛ وجدت أن لها علاقة بالمخ وتحسين وظائفه، فهل أعاني من مشكلة في المخ، أم أنها مشكلة في الأذن الداخلية؟

أنا حالتي النفسية سيئة جدا، وأريد أن أعرف السبب؛ كي أستريح وأمارس حياتي الطبيعية؛ لأنه تأتيني وساوس كثيرة، ومخاوف من السكتة الدماغية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الدوخة والدوار، وتسارع نبض القلب، له علاقة بفقر الدم، وله علاقة أيضا بالدورة الدموية في الأذن الداخلية وجهاز الاتزان الموجود فيها (The labyrinth)؛ حيث تحتوي الأذن الداخلية على القوقعة (the cochlea) وعلى القنوات المتعامدة على بعضها البعض (semicircular canal) وما تحتوي عليه من السوائل المسؤولة عن الاتزان، والأذن الداخلية مسؤولة عن ترجمة ذبذبات الطبلة في الأذن الوسطى وانتقالها إلى العصب السمعي، ومسؤولة أيضا عن الاتزان، ووجود أي خلل في ذلك الجهاز يؤدي إلى الدوار وإلى الطنين أو الوش في الأذن، وكأنه نبض يسمع مع نبضات القلب.

ودواء بيتاسيرك (betaserc 16 mg) يؤخذ ثلاث مرات يوميا لمدة لا تقل عن شهرين، ولا يمكن ليومين أو أسبوع من العلاج أن تعطي نتيجة سريعة، ولكن على الأقل لمدة أسبوعين؛ حتى يعطي نتيجة جيدة، ويمكن خفض الجرعات بعد ذلك.

ولا مانع من تناول (Stugeron 25) قرصا ثلاث مرات يوميا، وتناول جرعات من حبوب الكورتيزون لمدة (10) أيام فقط (prednisolone 30 mg) يوميا قرصا واحدا، أو (6) أقراص من جرعات (5) مج في حال عدم وجود الجرعات الكبيرة، ولكن المتابعة يجب أن تكون مع طبيب الأنف والأذن الأخير، وأخذ ما يصف لك من الأدوية.

ومن المهم متابعة الأذن، وقد يكون السبب وجود طبقة من الشمع في الأذن الخارجية، أو أن التهاب الأذن الوسطى أثر على الأذن الداخلية، وأدى إلى ذلك الدوار، والحرص على النوم الجيد، وعدم الإرهاق.

فقر الدم الناشئ عن سوء التغذية، أو التعود على تناول وجبات المطاعم؛ يؤدي إلى الدوخة والكسل، ولذلك من المهم فحص صورة الدم، وفحص فيتامين (د) وفحص وظائف الغدة الدرقية، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل، مع التغذية الجيدة، وتناول البروتين الحيواني، والخضروات والفواكه، والحبوب التي تمد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وتناول كبسولات فيتامين (د) الأسبوعية غاية في الأهمية؛ لتقوية العظام والمفاصل، مع ضرورة شرب المزيد من الحليب، وتناول منتجات الألبان.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً