الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عند المشاكل أشعر بالضعف وكثرة التفكير، ما التشخيص وما الحل؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
أنا أعيش في مجتمع يحدث فيه الكثير من المشاكل المتعلقة بالدراسة أو المجتمع.

عندما أواجه مشكلة ما، أشعر بالضعف يسري في عروقي، كأنني لا أستطيع أن أحكم قبضة يدي، وبعد أن حللت المشكلة استمررت في التفكير فيها مرارا وتكرارا بشكل مزعج.

أنا الآن في إجازة، ومن المفترض ألا أفكر في المشاكل التي قد انتهت أو لم يحن وقتها بعد، ومع ذلك أستمر في التفكير في المشاكل حتى أني لا أستطيع أن أغط في النوم بسبب التفكير، حتى بعد أن اكتشف حل المشكلة، أو بعد أن تحدثت عن المشكلة لأهلي.

هل أنا أفتقد الثقة بنفسي؟ وكيف أستطيع أن أواجه المشكلة بثقة؟ وكيف أتوقف عن التفكير في المشكلة بشكل مستمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.

يميل بعض الناس إلى شيء من الحساسية الزائدة في شخصيتهم، ويبدو أنك واحد من هؤلاء؛ حيث تتأثر بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك، وتبقى تفكر فيه لفترة طويلة، وحتى بعد انتهاء الحدث بزمن طويل.

ونرى عادة هذا الشخص يفكر طويلا فيما جرى أو فيما قيل له أو أمامه، ويرتبك أمام الآخرين، وقد ينفعل وحتى بالشكل الجسدي فيجد صعوبة حتى في قبض يده -مثلا- وكما حدث معك، وعندما تواجه مشكلة ما، وذلك من شدة الارتباك والحساسية.

ولعل ما يمرّ بك هو أيضا نوع من أنواع الارتباك أو الرهاب الاجتماعي، بسبب هذه الحساسية الزائدة عنك، والرهاب الاجتماعي له عدة أشكال، وبعضها مشابه لما ورد في رسالتك، وهو من أكثر أنواع الرهاب، وإن كان العادة أن يحدث الارتباك أمام الغرباء، وقلّ ما يحدث أمام أفراد الأسرة أو المقربين.

وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور، ومنها محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك أو أمور غيرك، وكما يُقال (عندهم ما يكفيهم). فهذه الفكرة البسيطة يمكن أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم؛ مما يخفف من ارتباكك أمامهم!

الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينك هو أن تذكر أنك في 20 من العمر، وأن أمامك الوقت الطويلح لتتجاوز هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذه المرحلة.

تذكر أن التجنب، كتجنب مواجهة الناس والحديث معهم، هذا التجنب لن يحلّ المشكلة وإنما سيزيدها شدة، فحاول الاقتراب من الناس بالرغم من الإزعاج الذي قد تشعر به، وحاول الحديث البسيط معهم، ولا شك أن المحاولة الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظ أن الأمر أبسط مما كنت تتوقع، وهكذا خطوة خطوة ستتعلم مثل هذه الجرأة، وبذلك تخرج مما أنت فيه.

حاول -ثالثا- عندما تجد نفسك مستمرا في التفكير في موضوع لا تريد التفكير فيه، حاول أن تترك مكانك، وتذهب لتقوم ببعض الأعمال الأخرى، فهذا جدير بأن يشتت ذهنك ويصرف عنه هذه الأفكار.

ومما يعينك -رابعا- وخاصة عندما تشعر بأن الارتباك قادم، هو القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، كالجلوس في حالة استرخاء، والقيام بالتنفس العميق والبطيء؛ فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والحساسية.

وفقك الله، ويسّر لك تجاوز ما أنت فيه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً