الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل طريقة انسحابي من الأدوية هي السبب في القلق والخوف الذي أحس به؟

السؤال

سعادة الدكتور/ محمد عبد العليم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ﻻ أخفي عليك أن لي عدة استشارات لديكم، وقد استفدت منها ومن توجيهاتكم الشيء الكثير، كما ﻻ أخفي عليك أنني كثير التردد على الأطباء النفسيين، وكثير القراءة عن الأمراض والأدوية، ويعود السبب في ذلك لمعاناتي من المرض النفسي الذي أعاني منه منذ أكثر من (15) سنة، حتى أنني أيقنت أن اﻻكتئاب والقلق النفسي صارت من الأمراض المزمنة؛ حيث بدأت الحالة معي بالقلق وعدم النوم بسهولة، وتوهم الأمراض، حتى وصلت للاكتئاب النفسي، وزرت أكثر من تخصص طبي.

كل يوم أتوهم مرضًا عضويًا حتى اتضح لي ولبعض الأطباء أن ما أعانيه هو حالة نفسية، وليست عضوية، وأن علاجي لدى الأطباء النفسانيين، ومن هنا بدأت مرحلة العلاج النفسي ابتداء من الأدوية القديمة، والمسماة بثلاثية الحلقات، مثل (الأنفرانيل، والوديوميل، وترازيدون، وتفرانيل، وتربتيزول) ومن ثم بدأت في الأدوية الحديثة مثل (السيروكسات، والسبرام، وولبترين، والبروزاك، واﻻفكسر، والسمبالتا) وغيرها كثير. وقد خفّ عندي الخوف والقلق، وصرت ﻻ أشعر بأي خوف أو قلق، حتى أنني صرت ﻻ أبالي بأي شيء، إلًّا أن الاكتئاب ﻻ زال يلازمني طوال الوقت.

أنا الآن أستخدم بروزاك (2) حبة مع ريميرون حبة للنوم، وعندما أضفت إليها ﻻمكتال (100) مساء خفّ عندي الاكتئاب بصورة كبيرة -ولله الحمد-، إلا أنني صرت أعاني من بعض الأفكار السلبية أي بعض الوساوس؛ حيث إنني دائما أتوقع الأسوأ، وإذا رأيت أحدًا مريضا وخاصة من العائلة؛ أقول: إنه سيموت. وتبقى الأفكار الوسواسية تزداد عندي بالسوء وعدم التفاؤل، ودائمًا أتوقع الشر لي ولغيري.

عند مراجعتي لطبيبي النفسي، وشرحت له الأعراض المذكورة أعلاه، وقال لي: لديك وسواس، وأنني سوف أضيف الفافرين إلى البروزاك بجرعة (100) صباحا و(100) مساء. وبالنسبة للريميرون صار لا ينوّمني بسرعة، وسبب لي دوخة عند الوقوف، وعدم ثبات الكولسترول.

وقال لي: سوف أسحب منك حبة بروزاك، وإضافة فافرين (200) بالتدرج، وبدأنا نسحب الريميرون أي نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، وبعدها أتوقف عنه، وقال لي: استبدل الريميرون بعلاج آخر اسمه تروكسال. إلَّا أنني عندما بدأت باستخدام الفافرين، وبدأت في سحب الريميرون؛ بدأت أشعر بقلق وخوف، وعدم التركيز، وتشتيت الذهن، وﻻ أعلم هل هي من الفافرين، أو من تخفيف الريميرون، علمًا بأنني أستخدم الريميرون منذ أكثر من (6) سنوات. وقد حاولت قبل فترة التوقف عنه إﻻ أنني لم أستطع؛ حيث اﻻنسحاب منه سبب لي خوفًا وقلقًا وعدم تركيز.

سؤالي هو: هل هذه الأعراض من استخدام الفافرين -علمًا بأنني آخذ (50) مج بالتدريج حتى توصل (200م) مع (2) بروزاك- أم هي من اﻻنسحاب من الريميرون؟ علمًا بأنني ما توقفت عن الريمرون فجأة، بل نصف حبة يوميًا حتى الآن. وإذا لم أستطع التوقف عن الريمرون هل الجمع بين البروزاك والفافرين والريميرون له مشاكل؟ وإن كان ﻻ يوجد مشاكل فكم حدود الجرعة اليومية من الجميع؟ أو ترى أنني أسحب البروزاك وأبقى على الفافرين (300) مج مع حبة رييمرون؟ وهل الفافرين يفيد في حالة القلق والتوتر؛ حيث صار منذ فترة تأتيني فجأة نوبة خوف وقلق مع ضيق في التنفس وعدم تركيز، وأشعر باختناق؟

كما أفيدك بأن أحد الأطباء أشار علي باستخدام سيوركويل بدﻻً من الريميرون بجرعة (100) مساء للنوم، إلّا أنني قرأت عنه أنه يسبب زيادة في السكر والضغط، وكسلًا وخمولًا طول اليوم، علمًا بأنني أعاني من السكر والضغط والكولسترول. كما أود أن تفيدني لو استخدمت الفلونكسول أو الموتيفال عند اللزوم، ما رأيك؟

وعذرًا على كثرة الأسئلة وعدم الترتيب؛ حيث إنني أكتب وأنا ذهني مشتت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على إطرائك لإسلام ويب.

أنت -الحمد لله تعالى- لديك اطلاع كبير بحالتك النفسية، وكذلك الأدوية، وأنا أنصحك بأن تُراجع طبيبك بصفة دورية ومنتظمة، وأن لا تتنقل بين الأطباء، وأن تبني قناعات جديدة وأفكارا إيجابية جديدة، وأن تُرسل إلى نفسك إشارات جديدة تُحفِّزك على التحسُّنِ، هذا مهم جدًّا، كما أن الرياضة في مثل عمرك تعتبر ضرورة، فأرجو ألا تغفل عنها.

بالنسبة للمزج بين الأدوية: المبدأ العام هو أن يكون ذلك بحذر، الـ (فافرين Faverin) من الأدوية التي تُخِلُّ كثيرًا في فعالية الأدوية الأخرى إذا تمَّ استعمالها معه، وذلك من خلال التأثير على الأنزيم الذي يسمى (سيتوكروم 450 cytochrome) والذي من خلاله تتم العمليات الاستقلابية للفافرين والأدوية الأخرى.

هذا لا يعني أن المزج أو الخلط بين هذه الأدوية أمر غير مقبول، وعمومًا الجمع بين أكثر من دوائين من نفس الفصيلة -أو فصيلة متشابهة- أمرٌ غير مرغوب فيه أيضًا.

بالنسبة للأعراض التي تعاني منها، ربما يكون انسحاب الأدوية عاملاً فيها، وفي ذات الوقت أنت لديك -أصلاً- توقعات قلقية، والجانب الوسواسي قطعًا له تأثير، فهي جمع بين هذا وذاك، وعمومًا الآثار الانسحابية للفافرين أو الـ (ريميرون REMERON) ليست خطيرة ولا تستمر لفترة طويلة، بل الكثير من الناس لا يمرُّ بها، فأرجو ألا تنزعج لهذه العملية.

أنا أفضل إما الـ (بروزاك Prozac) أو الفافرين بجرعة صحيحة، وهذا مبدأ سليم، وبالنسبة للريمارون: يمكنك أن تتناوله بجرعة (15) مليجرام ليلاً، يُضاف إليه (25) مليجرام من الـ (سيوركويل Seroquel)، 25 مليجرام جرعة داعمة صغيرة، ولا تُؤثِّر أبدًا على مستوى السكر أو الكولسترول.

أخِي الكريم: هذه وجهة نظر ورؤية قد تكون مناسبة وقد تكون غير مناسبة، واجعل مرجعك الرئيسي هو طبيبك الذي تُراجعه وتُعاوده من وقتٍ لآخر، وكما ذكرتُ لك سلفًا لا بد أن تُرسل لنفسك وعلى نفسك إشارات إيجابية، الفكر السلبي والفكر المتشائم يؤدي إلى الاكتئاب ويؤدي إلى الشعور بالكدر والإحباط، أما الفكر الإيجابي فهو نعمة عظيمة، ويُحفِّز ويُشجِّع ويدفع للأمام، وهو ليس نوعًا من خداع النفس كما يعتقد البعض، لا، هو علاج وعلاج أصيل جدًّا.

أخِي الكريم: بالنسبة للـ (فلوناكسول Flunaxol) أو الـ (موتيفال Motival): ليس هنالك ما يمنع استعمالها عند اللزوم، لكن يجب أن تكون في حدود الحبة الواحدة، لكني أرى أن ممارسة الرياضة بانتظام سوف تُغنيك عن كل هذا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية محمد

    الف شكر لك يادكتور محمد ولشبكة الاسلاميه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً