الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف والارتباك أمام الناس، كيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 26 عاما، وزني 49 كليو، أعاني من الخوف والارتباك أمام الناس، وخاصة الذين أعرفهم، ولا أستطيع الدخول لوحدي إلى مكان فيه مجموعة من الناس، يحدث لي خفقان بالقلب، ورعشة باليد والرجلين، لدرجة أني لا أستطيع الوقوف على أقدامي، ولا أستطيع الإمساك بشيء، وأبلع ريقي كثيراً أثناء الكلام، ولا أستطيع أن أصلي أمام الناس.

مع العلم أن هذه الحالة معي منذ الصغر، وأنا الآن ملتزم -ولله الحمد-، وأحب الاجتماع بالناس، لكن لا أستطيع بسبب الحالة التي ذكرتها لكم.

أرجو منكم مساعدتي، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أخي الكريم، أولاً: ما تعاني منه ربما يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة، وكل مشاكلك تنضوي تحت نقصان الثقة بالنفس، فإذا زادت ثقتك بنفسك فسيختفي إن شاء الله كل ما تشعر به من أعراض نفسية وبدنية.

فلابد أن تعلم أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمد الله على نعمة العقل فهى أعظم النعم. لذلك لماذا الخوف؟ ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لها محاسن ولها عيوب، والكمال لله وحده.

فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر، لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك والتقييم المتضخم للآخرين، فغيّر المقياس أو المعيار الذي تقيم به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله عزّ وجلّ هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات.

ثانياً: نقول لك -أخي الكريم- مشكلة تجنب الآخرين وعدم الاحتكاك بهم، لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها: المواجهة وعدم الانسحاب والتعذر بأسباب واهية.

ثالثاً: حاول رفع شعار مفاده التحدي والاقتحام بالزيارات المتكررة للأهل والأصدقاء، وإجابة الدعوات، والمشاركة في المناسبات، ولو بالصورة المتدرجة في المدة الزمنية، فهذه تكسبك الثقة بالنفس وتزيدها، فإذا انكسر الحاجز النفسي فسيكون الأمر طبيعياً إن شاء الله.

فالإنسان يتعلم بالممارسة والتدريب شيئاً فشيئا، في البداية تعلم كيفية المحادثة مع الآخرين بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة، والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب، والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها.

وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك اغتنمها ولا تتردد، بل انتهج نهج المبادأة، وكن أول من يبدأ دائماً بالتعريف أو الحديث عن النفس.

رابعاً: درب نفسك على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفهم من الأهل والأصدقاء، ثم انتقل للغرباء.

نسأل الله تعالى أن يقويك، ويجعل لك القبول بين الناس.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً