الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أستطيع السيطرة على مخاوفي حين الكلام أمام مجموعة من النساء؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دراستي تتطلب مني الكلام أمام الجميع، وقد كنت أستسهل الأمر، ولكن بمجرد البدء يبدأ قلبي بالخفقان، وسمعي يصبح مشوشا، ولا أستطيع التركيز بما يقوله لي الآخرون، وأبدأ بالارتجاف، حتى أنني لا أستطيع الوقوف، وأشعر بجسمي يهتز، وصوتي يختفي.

كذلك إذا دخلت مكانا جديدا أبدأ بالارتجاف، لا يمكنني السيطرة على ذلك عند القدوم متأخرة إلى صفي، وعند سلامي على شخص جديد، وتقديمي للقهوة كذلك، كما أنه بسبب ذلك بدأت علاماتي بالنزول، لأني لا أستطيع قراءة ما في الكتاب، وصوتي يختفي.

كتبت في منتدى، فنصحوني باندرال وبروزاك، وذهبت للصيدلية، وقال بأنه غير موجود، وأنا أعلم بأنه يتهرب، ووالدتي ترفض ذهابي لعيادة نفسية، وأنا لا أستطيع تحمل تكاليف العلاج وحدي، ولا أعلم ماذا أفعل؟

هل الأندرال مضر فعلا؟ وهل يجب أخذ وصفة طبية؟ وهل البروزاك يسبب الإدمان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الجوهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرى أن هذا النوع من الرهاب الاجتماعي الخفيف يمكن تجاوزه من خلال: عدم الاهتمام به، وتجاهله وتحقيره، هذا مهم جدًّا.

وأنا أريد أن أؤكد لك حقيقةً أن ما تحسِّين به من خفقان، وتشوش في السمع، وضعف في التركيز: هي تجربة خاصة بك، ومشاعر داخلية، لا أحد يطلع عليها، لا أحد يعرفها، حتى شعورك بأن صوتك يهتز هذا شعور مبالغ فيه، أنا متأكد أن مظهرك وتصرفاتك سليمة جدًّا أمام الآخرين، ولا يظهر عليك أي توجُّس، فأرجو أن تُركِّزي على هذه الحقيقة، وتنطلقي من خلالها من أجل التواصل الاجتماعي، والمواجهات الاجتماعية.

وأريدك دائمًا أن تقومي بما نسميه بالمواجهة في الخيال، بمعنى أن هذه المواقف التي ترهبينها تصوري أنك في هذا الموقف، وأنك تقدمين (برزنتيشن) أمام آخرين، أنك وسط جمع من البنات، وكُلفت بعمل شيءٍ ما لخدمة المجموعة، وهكذا.

عيشي هذا الخيال بدقة وتركيز، هذا يُساعدك كثيرًا، وتذكري أن من يقومون بالأعمال الاجتماعية العظيمة والكبيرة ليسوا بأحسن منك.

لا بد أن يكون هنالك تغيير معرفي هذا مهم جدًّا، وعليك أيضًا بتطبيق التمارين الاسترخائية، خاصة تمارين التنفس التدرجي، وهذه مفيدة جدًّا، وتُقلل كثيرًا من التوترات والشعور بالرجفة، وما تشكين منه من أعراض.

أنا أعتقد أنك لا تحتاجين أن تذهبي إلى طبيب نفسي، ولا إلى الصيدلي، اذهبي إلى طبيبة الأسرة في المركز الصحي، فهذه الحالة بسيطة جدًّا، والإندرال دواء بسيط، وزهيد الثمن، ولا يُسبب الإدمان، والبروزاك أيضًا متوفر في كل المراكز الصحية، وهذه أدوية بسيطة، كما ذكرتُ لك: سليمة، لا تُسبب الإدمان، لا تؤثِّر على الهرمونات عند النساء.

أرجو أن تطمئني تمامًا، وطبقي ما ذكرته لك من إرشاد، واذهبي في نفس الوقت مع والدتك -مثلاً- إلى المركز الصحي، وإن شاء الله تعالى لا يوجد أي عبء مالي كبير للحصول على مثل هذه الأدوية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً