الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الرهاب الشديد من الموت، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب أن أشكر كل القائمين على هذا الموقع المبارك، وأسأل الله أن يجزيهم الأجر.

أنا شاب أبلغ من العمر 20 سنة، أعاني من الرهاب الشديد من الموت، فقبل (3) أشهر قبل أن أنام كنت مكتئبا للغاية بسبب ظرف، وأثناء نومي؛ شعرت برجفة قوية في قلبي، مع طنين في الأذن أدى إلى استيقاظي.

عملت تخطيطا للقلب وكان سليما، لكن بعدما زال كل هذا؛ خفت خوفا شديدا من دنو أجلي. فهل من الممكن أن هذا بسبب الأمراض النفسية والزعل قبل النوم؟ أرجو إفادتي، مع أن لدي انخفاض ضغط علمت به قبل أيام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الحزن وعدم الارتياح النفسي قبل النوم ليس أمرًا صحيحًا، وليس أمرًا سليمًا، لذا أوصانا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالحرص على أذكار النوم، وأذكار النوم باعثة على الطمأنينة، باعثة على الشعور بالأمان، لأن في مجملها الإنسان يعرف تمامًا إذا ذهبت روحه فيدعُو الله أن يرحمها، وإذا حفظت نفسه يسأل الله تعالى أن يرحمها أيضًا وأن يحفظها، كما في دعاء وذكر النوم: (إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك)، (اللهم إني وجهت نفسي إليك، وأسلمتُ نفسي إليك، وفوضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلَّا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت).

ليس هنالك أجمل من هذا -أيها الفاضل الكريم- ويجب أن يكون الإنسان في حالة استرخائية دائمًا قبل النوم، تذكَّر ما هو طيب، تذكر ما هو خير، وفكّر قليلاً ماذا سوف تعمل غدًا؟ وأول ما تعمل قطعًا هو أن تُصلي صلاة الفجر حاضرًا في المسجد.

إذًا لا تذهب إلى الفراش وأنت في حالة كدر أو في حالة تشتت ذهني، كن مركزًا على أذكارك، كن مركزًا أنك سوف تنام نومًا هانئًا -بإذن الله تعالى- وماذا سوف تعمل غدًا؟ ولا تشغل نفسك أبدًا بسلبيات الحياة. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: أعتقد أن النوبة التي حدثت لك تحمل بعض سمات ما يُسمى بالهلع أو الفزع، وهي بالفعل تؤدي أحيانًا إلى خوفٍ شديدٍ دون مبررٍ ودون مقدماتٍ، ودائمًا هذا الخوف يستصحب تسارعا في ضربات القلب -أو ما سميته برجفة قوية في قلبك- والطنين في الأذن، وحتى الشعور بالدوخة، هذا أيضًا من أعراض هذه الحالة.

أعتقد أنها كانت حالة خفيفة حتى وإن كانت مزعجة بالنسبة لك، ويجب ألا تشغل نفسك بها أبدًا، كل الذي تحتاجه هو أن تكون مسترخيًا، أن تنظم وقتك، أن تمارس الرياضة، الرياضة ممتازة جدًّا لعلاج هذه الحالات، وأن تكون إيجابيًا في تفكيرك.

ليس هنالك أفضل من ذلك -أيها الفاضل الكريم- وأنت لست مريضًا أبدًا. عبِّر عن نفسك؛ حتى لا تحتقن، ولا تغضب أبدًا، حاول أن تنفِّس عن نفسك من خلال التعبير المباشر عن مشاعرك؛ لأن هذا يبعد عنك الغضب السلبي. الإنسان لا بد أن يغضب في بعض الأحيان، لكن المهم هو كيف أُدير هذا الغضب؟

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً