الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي ضعف في الحركة والاستيعاب وأعيش تائهًا.. أريد أن أكون طبيعيًا

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 29عامًا، أعاني منذ فترة من ضيق في التنفس، ولجأت لأكثر من طبيب صدر، الكل أجمع أنها حالة نفسية، وتوجهت لأكثر من طبيب نفسي.

أنا مقيم في إيطاليا، ولا أعمل منذ أكثر منذ ثلاثة أعوام، عندما يتحدث معي أحد في العمل أخاف خوفًا شديدًا، أخاف من التعامل مع الآخرين، وبالأخص الإيطاليين، ولو ذهبت إلى عمل يقولون لي أني لا أصلح للعمل.

دائمًا أكون تائهًا، ولا أركز، وحركتي ثقيلة جدًا في العمل، أي حاجة سهلة وبسيطة تعمل في نصف ساعة أو ساعة بالكثير، أقوم بعملها في أربع ساعات.

دائمًا أحب النوم، ولا أخرج ولا أتحرك كثيرًا، ودائم النسيان، ولا يوجد عندي استيعاب نهائيًا، وأشعر دائمًا بالغباء، أخذت أدوية كثيرة فافرين10، وانفرانيل 75، وافكسور150، زولام، زيروكسات وذهبت إلى طبيب آخر، وكتب لي هذه الأدوية، وأخذتها منذ شهر أربعة:
- wellbeutrin150 قرصًا صباحًا.

- Amitriptine50 قرصًا مساءً، واميجا 3 بلس كبسولة Quetipina50 كبسولة مساء، prozc20 كبسولتين.

أرجو شرح الحالة، ووصف دواء يقوي العزيمة والإرادة، أتمنى أن أكون إنسانًا يحب عمله، ويحرص على مستقبله.

أرجو كتابة دواء يوجد في إيطاليا.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Msysara حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية.
خلاصة ما ذكرته في رسالتك يُشير أنك تعاني من حالة إحباط أكثر ممَّا هو اكتئاب نفسي حقيقي، والإحباط كثيرًا ما يشبه الاكتئاب، ومشكلة الإحباط أنه يُعالج سلوكيًا معرفيًا أكثر ممَّا يُعالج دوائيًا، وأقصد بالعلاج السلوكي المعرفي هو أن تشدَّ عزمك، وأن تكون لك النية والمقصد الحقيقي والعزيمة في أن تتغيَّر وأن تتبدَّل، وأن تعرف أنك أنت الذي تستطيع أن تُغيِّر نفسك، ولا أحد يستطيع أن يغيِّرك.

التغيير المطلوب يتعلق بطريقة التفكير وكذلك نمط الحياة، قطعًا وجودك في إيطاليا وبدون عملٍ عامل مساهم في هذا الإحباط، لكن للخروج منه يجب أن تبحث عن العمل، يجب أن تصبر على العمل، ويجب ألا تُقلل من شأن نفسك، ولا تدخل في مقارنات سالبة مع الآخرين، إنما تكون مقارناتك مقارنات إيجابية، أي تسأل نفسك: لماذا لا أكون مثل الناجحين والمثابرين والصابرين والمجتهدين من حولك؟

أيها الفاضل الكريم: أنت في أفضل وأجمل سنوات العمر، عمرك هذا يمثِّل ويُجسِّد قمة الطاقات الجسدية والنفسية والفكرية، فأرجو ألا تضيعه.

أولاً: يجب أن يكون لك قدرة واضحة لإدارة الوقت، إذا لم تُدر وقتك حتى وإن لم يكن لديك عمل فلن تنجح، إدارة الوقت تتطلب أن يكون نومك نومًا ليليًا، وليس نومًا نهاريًا، وأنت تمارس شيئًا من الرياضة، وأن تخرج، وأن تبحث عن العمل، وأن تتواصل مع الآخرين، وأن تحرص على صلواتك في وقتها، هذا كله علاج وعلاج ضروري جدًّا ومهمٌّ جدًّا.

العزيمة تأتي من هنا، الإصرار يأتي من هنا، فأرجو أن تجعل هذا هو ديدنك وهذا هو نمط حياتك الجديد، وبالتدريج سوف تتحسَّن الأمور.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فالعلاج الدوائي يُساعد، وأنا مع احترامي الشديد لمن كتب لك هذه الأدوية لكن لا أرى أنك تحتاج لأربعة أدوية في نفس الوقت، ثلاثة منها من مضادات الاكتئاب، أحترم أنا رأي الأطباء النفسيين، لكن أرى أن عقار (بروزاك) مع (كواتبين) سيكون كافيًا جدًّا.

البروزاك يتم تناوله صباحًا من كبسولة إلى كبسولتين، والكواتبين يتم تناوله ليلا بجرعة خمسين مليجرامًا، لكن قطعًا القرار النهائي متروك لطبيبك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب وفي شخصي الضعيف.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً