الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس ونوبات الهلع والذعر ..وعقار الزيروكسات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 30 سنة، حصلت لي قبل نحو 9 أشهر نوبات هلع وذعر، وبعدها بأسبوعين راجعت طبيباً نفسياً، حيث صرف لي دواء زيروكسات 12.5 ملغ، وأنا أستعمل هذا الدواء منذ هذه الفترة، والحمد لله انتهت نوبات الهلع والذعر، لكن بدأ عندي نوع من الخوف والوسواس من الأمراض.

سؤالي هو: هل لهذه الوساوس علاقة في نوبات الذعر؟ وهل دواء زيروكسات فعال في علاج الوساوس؟ وكم هي أقل مدة لاستخدام دواء زيروكسات؟ وما هي الطريقة للتخلص من هذا الدواء وهذه الوساوس؟

ولكم جزيل الشكر والمحبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muhammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الهلع أو الذعر هو حدوث نوبة من الخوف والهلع الشديد، مصاحبة بأعراض توتر وقلق، مثل الآلام الجسمية المختلفة، وهناك تحدث واحدة من هذه الأشياء، إمَّا خوفًا شديدًا من الإنسان بأنه سوف يموت، أو خوفًا من أن يُصاب بذبحة صدرية، أو خوفًا من أن يُغمى عليه، أو خوفًا من ذهاب عقله، وتستمر هذه النوبة عادة لعدة دقائق، ربع ساعة إلى نصف ساعة، ونادرًا ما تمتدُّ إلى ساعة أو أكثر، ثم تتوقف تمامًا، ويحسّ الشخص بعدها براحة واختفاء كل هذه الأعراض، ويمكن أن تتكرر لأكثر من مرة في الأسبوع، ويمكن أن تحدث شهريًا ... وهكذا، وبين النوبات دائمًا يكون قلق وتوجُّس من حدوثها وهمٌّ شديدٌ، وعندما تتكرر نوبات الذعر والهلع يُسمى هذا (اضطراب الهلع والذعر) وهو من اضطرابات القلق.

أما الخوف من المرض فهو عرض من أعراض التوتر، ونوبات الهلع قد تكون جزءًا من القلق وليس اضطرابًا للهلع، ولذلك نوبات الهلع والخوف من المرض هي أعراض لاضطراب القلق النفسي.

الزيروكسات نعم مفيد للذعر ومفيد أيضًا للمخاوف الوسواسية، ويمكن أن يستمر فيه الشخص، ويمكن أن تُرفع الجرعة من 12.5 مليجراما إلى خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا بعد الأكل.

ليست هناك مدة مُحددة لاستعمال الزيروكسات، ولكن هذا يعتمد على مدى الاستجابة واختفاء الأعراض التي تشتكي منها، فعند ذلك إذا اختفت الأعراض نهائيًا فيمكنك الاستمرار في الزيروكسات لعدة أشهر، ثم بعد ذلك التوقف عنه.

يجب أن يكون التوقف بالتدريج، مثلاً: تخفض ربع الجرعة، ثم تنتظر أسبوعا، أو عشرة أيام، أو أسبوعين، ثم تُخفض ربع الجرعة مرة أخرى، ثم تنتظر أسبوعا آخر، وعليه يتم التوقف نهائيًا عن العلاج في ظرف عُدة أسابيع، ولا يتم التوقف عنه فجأة، لأن التوقف عنه فجأة يُحدث بعض الأعراض الانسحابية الشبيهة بالقلق والتوتر.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً