الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لدي رهاب اجتماعي أم فصام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 18 سنة، ولدي رهاب اجتماعي يمنعني من الذهاب إلى مكان بعيد، وحتى الدراسة، وأحيانا أشعر بحالة غريبة من الهلع أو خوف كبير، وتسارع دقات القلب، وتقلب في المزاج، وأظل طوال اليوم في المنزل، وكلما قرأت عن مرض؛ أشعر أنني مريض به، وها أنا الآن أظن أنني مريض بالفصام، وأخاف أن أجن.

زرت دكتورا نفسيا منذ خمسة أشهر، فقدم لي دواء حبة واحدة صباحا (زولفت). و(دوجمتيل) حبة ليلا، إلى أن أحسست براحة قليلا فأوقفت الدوائين، ثم عادت الحالة، وعدت إلى الطبيب منذ شهرين، فقدم لي زولفت حبة واحدة صباحا، ودوجماتيل، فاستعملت الدوجماتيل، وتركت الزولفت؛ خوفا من أعراضه، ولم تتحسن الحالة، وها أنا خائف أن أكون قد أدمنت على الدوجماتيل، وأشعر أنه أمر واجب في حياتي اليومية أن آخذ حبة بعد العشاء.

أرجوكم أفيدوني، هل هذا فصام بسيط أم ماذا؟

أعاني أيضا من النوم النهاري، وأستيقظ الرابعة مساء؛ سئمت حياتي!

أنا لا أميل أبدا للانتحار، و-الحمد لله- عائلتي وصديقتي وجميع أصدقائي يحبونني، وصاروا يفتقدونني، وكل يوم ينادونني، وأنا لا أذهب معهم؛ خوفا من المجهول، فمثلا عندما أكون في مكان واسع مثل: البحر، الصحراء، الشارع الطويل؛ أشعر بحالة غريبة، وما زالت لدي أحلام وطموحات، لكنها تختفي عندما تأتيني تلك الحالة الغريبة، تشتت الأفكار أو الهلع أو لا أدري ما هي! مع العلم أنني أتعامل بصفة عادية مع الناس، هل هو فصام بسيط أم وسواس قهري أم اكتئاب؟

عذرا على الإطالة، وأرجو أن تفيدوني. وشكرا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ marwen حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما زلت صغير السن -يا ابنِي- وأمامك الحياة بطولها وعرضها.

ما تعاني منه هو أعراض قلق نفسي وبعض المخاوف الوسواسية، وليس هناك أي أعراض من قريب أو من بعيد تُوحي أنك مُصاب بمرض الفصام، مرض الفصام -يا ابنِي- هو مرض عقلي خطير، يُصيب التفكير، وتكون هناك هلاوس سمعية أو بصرية، وضلالات فكرية، وعدم استبصار بالحالة، وتغيرات سلوكية.

فالحمد لله لم تظهر عليك أي من علامات الفصام، وخوفك من أن يكون بك فصام هو ناتج من قلقك الشديد ومخاوفك الوسواسية الطاغية. هذا من جهة.

كما أنك تعاني أيضًا من بعض أعراض رهاب الساحة، أي الخوف عند الخروج إلى الأماكن المفتوحة، وهذا أيضًا من اضطرابات القلق.

الدوجماتيل لا يُسبب الإدمان، ولكنه مُهدئ، ودائمًا بجرعات صغيرة مُهدئ ومضاد للقلق، ولكنه لا يُعالج المخاوف الوسواسية، ولا يُعالج القلق النفسي، والزولفت هو أفضل من الدوجماتيل في هذا المجال، ولا أدري ما هي الآثار الجانبية التي تشكو منها؟ فليس له آثار جانبية إلا بعض المشاكل التي تحدث في المعدة، مثل: آلام المعدة والغثيان، ولذلك يُفضل دائمًا تناوله بعد الأكل، وليلاً، فإن ذلك يُخفف من الآثار الجانبية بدرجة كبيرة، لأنه أفيد للقلق الاجتماعي وللمخاوف الوسواسية وللرهاب الاجتماعي، أفيد من الدوجماتيل في هذه الحالات، الدوجماتيل ما هو إلا مُهدئ ومُساند للزولفت، ولكن العلاج الأساسي لهذه الأعراض هو الزولفت، ولذلك أنصحك بالرجوع إلى تناول الزولفت مع بعض الأشياء التي تقوم بها بنفسك وأنت في هذه السِّن الصغيرة، خاصة الرياضة، فممارسة الرياضة في هذا السنِّ مهمَّةٌ جدًّا للاسترخاء النفسي، رياضة المشي، السباحة، أو حتى التمارين التي تقوم بها في منزلك، وأنت عندك صداقات فيجب أن تُفضفض أو تتحدث إلى أصدقائك؛ فإنهم يُساعدونك في هذا الشيء.

وأيضًا أرجو منك المداومة على الصلاة في مواعيدها، وقراءة القرآن وذكر الله؛ فكل هذه الأشياء تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً