الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من نوبات هلع وخوف من الموت، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

أصبت قبل 5 أعوام بنوبات هلع، ولم أكن أعلم أنها نوبات هلع، وأنني سأموت، ودوخة وألم بالصدر، ونبض شديد، وتزيد هذه الحالة كلما تقدم بي الزمن وذهبت للمستشفى.

طبيب اختصاصي قلب قال: إني سليم، وعملت الفحوصات الطبية اللازمة، وقالوا: إني سليم، وبدأت أشك في ذلك ثم اقتنعت أنه نوبات هلع، ثم قبل 6 أشهر قررت الزواج، ثم بدأ القلق يأتيني من ناحية الضعف الجنسي، وأني مصاب بالقلب وربما يكون لدي ضعف جنسي، وبدأ القلق وأقدمت على الزواج، ثم زادت الحالة إلى قلة الانتصاب.

زادت الحالة أني لا أرغب في الجماع خوفاً من الفشل، لأنه قد يحدث فشل، ففي بداية الأمر يحدث انتصاب ثم ما إن أهم بالجماع ينتهي الانتصاب وتنتابني حالة قلق فضيعة، وإذا نمت يأتيني ذلك في بداية النوم على هيئة حلم أني ضعيف جنسياً، ثم أفزع من نومي ولا أنام!

علماً أني أحاول طرد هذه الأفكار وتنتابني بعض الأعراض عند النوم، ألم في بطني من اليسار ودقة قوية تفزعني من النوم مع الإحساس بالتنمل في كافة جسمي تزيد من قلقي.

علماً أني أستخدم حشيشة القلب منذ شهرين، 3 حبات باليوم، ولم تجد نفعاً، وإلى اليوم أستخدمها.

قبل أربعة أشهر ذهبت لطبيب نفسي وصرف لي ثلاثة أدوية، لا أعلم ما هي؟! وسببت لي جفافاً في الفم، ورجفة في يدي، وتركتها كوني معلماً ولي احتكاك بالمجتمع الخارجي، ولا أريد شيئاً يسبب لي أعراضاً جانبية مثل الرجفة.

أعلم أن هذا مرض نفسي، وأني سليم بإذن الله جسدياً، ولكنه قلق وأفكار قد تعيق حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح -يا أخِي الكريم- أنك تعاني من هلع وأعراض قلق نفسي وتوتر، وقد انعكس ذلك في زواجك، فالخوف من الزواج وحمل الهم على عدم القدرة على إكمال الزواج على الوجه الأكمل هو الذي أدى إلى مشاكل الانتصاب في الأول، ثم ضعف الشهوة بعد ذلك.

نعم مرضك نفسي وليس عضويًا، ويحتاج إلى علاج نفسي في المقام الأول، وتحتاج لعلاج أعراض القلق النفسي والتوتر، وتحتاج لعلاج المشاكل الجنسية التي نتجت عن ذلك، فالضعف الجنسي ما هو إلَّا نتاج الخوف والقلق.

خوفك من الفشل هو الذي أدى للفشل، وبما أنك عروس فإنني سأبدأ بالنصائح حول كيفية التغلب على هذه المشاكل الجنسية.

باختصار شديد سأصف لك ما قام بعمله ما يُسمى بطريقة (ماستر آن جونسون) للمشاكل الجنسية التي منشأها نفسي:

عليك بعد الاتفاق مع زوجتك في التوقف عن المعاشرة الجنسية المباشرة في الأسبوع الأول من تجربة هذا العلاج، أي لا تُعاشر زوجتك جنسيًا، ولكن مع ذلك تنام معها وتكون هناك مداعبات، حتى إذا حصل الانتصاب لا تُبادر بالمعاشرة الجنسية، وإن كان هذا مؤلمًا، لأن هذا مهم في العلاج، أي لا يتم الإيلاج.

نحن نريد في البداية أن تحسَّ أن هذا الانتصاب يمكن أن يحصل ولا تفقده، وتتدرَّج في ذلك، حتى عندما تطمئن لحدوث الانتصاب وقوته تبدأ في الإيلاج بالتدرج.

هذا العلاج يحتاج نحو أسبوعين، وهو علاج نفسي مُجرَّب منذ فترة طويلة، وقد نجح في علاج معظم حالات المشاكل الجنسية التي منشأها نفسي.

أما بخصوص أعراض القلق والتوتر: أنا لا أدري ما هي أنواع الحبوب التي صرفها لك الطبيب، ولو ذكرت لنا أسماءها لكان أفيد؛ حتى يمكننا أن نقدم نصيحة مباشرة حسب آثارها الجانبية، ولكن نذكرك أن علاج القلق والتوتر ليس بالأدوية وحدها، فهناك علاجات نفسية مجربة ومضمونة، وعلى رأسها علاج الاسترخاء، فإذا كان بالإمكان الاتصال بمعالج نفسي ذي دراية وخبرة بهذا النوع من العلاج النفسي لكي يعلمك طريقة الاسترخاء، وهناك طريقتان للاسترخاء: الاسترخاء العضلي والاسترخاء بالتنفس، فإنه يكون أفضل، وإلا فعليك بفعل أشياء قد تؤدي إلى الاسترخاء في بيتك، وأول الأشياء التي تؤدي إلى الاسترخاء هي الرياضات البدنية الخفيفة، إجراء بعض التمرينات الرياضية في المنزل يوميًا لمدة نصف ساعة، أو المشي يوميًا لمدة نصف ساعة، هذه من الرياضات البدنية الخفيفة التي تؤدي إلى الاسترخاء، فالرياضات البدنية تؤدي إلى الاسترخاء الجسدي، ومن ثم الاسترخاء النفسي.

ولا تنس - يا أخِي الكريم - المواظبة على الصلاة، خاصة لو أمكن الصلاة مع الجماعة في المسجد، وقراءة القرآن بانتظام، والذكر، كل هذه الأشياء -إن شاء الله تعالى- تؤدي إلى الاسترخاء وتساعدك في التغلب على القلق والتوتر.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً