الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينتابني منذ سنوات ضيق وقلق وتفكير كثير.

السؤال

السلام عليكم.

عمري 36 سنة، أعاني من ضيق بشكل كبير وتفكير لا يطاق في الحاضر والمستقبل، انتابني قبل 7 سنوات ضيق، وذهبت وعملت فحوصات -والحمد لله- سليمة، وذهبت إلى شيخ لعمل رقية شرعية ولم تفد.

والآن أفكر كثيرًا بالأمراض وبأتفه الأمور ليلا ونهارًا، وأداوم على بلع ريقي بشكل كبير حتى الماء يتوقف في حلقي عند شربي له, ويوجد غصة كبيرة عندي، وعندما أفكر وأنا أتناول الطعام يتوقف الطعام في حلقي، وأخاف أن أتناول الطعام لكي لا أشرق بالطعام، وأخاف من السفر لوحدي أو مع أشخاص.

وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التفكير المستمر في الحاضر والمستقبل وحمل الهمِّ، والتفكير في أتفه الأشياء، وتضخيم الأمور، والخوف من الأمراض الجسدية؛ هذه كلها أعراض من أعراض القلق النفسي، وعندما يذهب الشخص إلى الطبيب ويُجري الفحوصات لا يجد ولا تُظهر الفحوصات أيُّ أمراض عضوية، وقد ذكرت أنك عانيت من هذه الأمور منذ حوالي سبع سنوات، وتحسَّنت صحتك قليلاً، ولكن الآن رجعتْ إليك هذه الأعراض - كما ذكرت - وأصبح ينتابك الكثير من الوساوس والخوف من الأمراض.

هذه - يا أخِي الكريم - أعراض نفسية محضة، وهي في مجملها أعراض للقلق، وإن كان يوجد فيها بعض الوساوس، ولكنها أعراض للقلق، والوسواس أيضًا هو من أعراض اضطرابات القلق.

إن شاءَ الله العلاج يكون علاجًا نفسيًا في المقام الأول، خاصة علاج الاسترخاء الجسدي، إمَّا بعمل تمارين عضلية، أو بالتنفُّس العميق، فالاسترخاء عن طريق الجسد يؤدي إلى الاسترخاء النفسي؛ لأن الضدان لا يجتمعان، الاسترخاء والتوتر، فإذا كنت أنت لا تستطيع أن تطرد الأفكار وأن تطرد الخوف والقلق، فيمكنك أن تسترخي، والاسترخاء سوف يطرد هذه الأفكار والقلق المستمر.

وإذا كان بالإمكان الاستعانة بمعالج نفسي يُساعد على تمارين الاسترخاء بصورة علمية ومنظمة فهو الأفضل، وإلا فعليك ببعض الأشياء التي تؤدي إلى الاسترخاء، خاصة الرياضة البدنية، الرياضة البدنية من العوامل الجالبة للاسترخاء الجسدي والنفسي، وهي لا تكلِّفُ كثيرًا، يمكن ممارسة تمارين رياضية خفيفة في المنزل، أو رياضة المشي يوميًا لمدة نصف ساعة إلى أربعين دقيقة.

وفي حالة عدم التحسُّنِ هناك أدوية كثيرة تُساعد على التخلص من القلق وأعراض التوتر، ويمكن تناول دواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) من الأدوية المستعملة كثيرًا في علاج مثل هذه الأعراض، ولا يحصل منه إدمان، ويمكن التوقف عنه بعد زوال الأعراض.

ابدأ بعشرة مليجراما (نصف حبة) بعد الأكل لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، -وإن شاء الله تعالى- في خلال شهرين تختفي معظم هذه الأعراض، ويمكن بعد ذلك الاستمرار في تناوله لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً