الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توقفت عن تعاطي الحشيش ولا أشعر بتحسن في علاج القلق والاكتئاب!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أشكر جميع القائمين على هذا الموقع، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى فعل ما فيه خير وصلاح للناس.

أنا صاحب الاستشارة رقم: (2285742)، بالنسبة لِتعاطي الحشيش؛ فقد كنت أتعاطى ثماني سجائر يوميًا، وحاليًا ما زلت متوقفًا عنه منذ ما يقارب شهرين، ولا أجد لديّ أي رغبة بالرجوع له؛ لأني قد تبت إلى الله توبة نصوحة، وأسال الله أن يثبتني، ولا أشعر بأني بحاجة إلى علاج.

بالنسبة لعلاجي الدوائي فيما يخص القلق والاكتئاب، ففي آخر مراجعة لي مع الطبيب المعالج قام برفع جرعة (السيروكسات سي آر) إلى 50 ملج؛ تؤخذ على جرعتين صباحًا وظهرًا، كما قام برفع جرعة (الريميرون) إلى 60 ملج مساء.

إلى الآن لم أشعر بأي تحسن يذكر في فترة النهار، أما في فترة المساء فأشعر بتحسن عند أخذ (الريميرون).

بالنسبة للعلاج السلوكي، فما زلت –والحمد لله- مواظبًا على الصلاة في جماعة، وأحافظ على أذكار الصباح والمساء، وما زلت أمارس الرياضة بشكل يومي منذ أسبوعين لمدة ساعة ونصف، حيث أقوم برفع الأثقال والمشي على السير والدراجة.

أوضح لي الدكتور في آخر مراجعة أنه في حال عدم استجابتي للعلاج الحالي سيقوم بتغيير (السيروكسات سي آر) إلى (السبراليكس) مرة أخرى، وستكون الجرعة 30 ملج أو 40 ملج يوميًا، بجانب (الريميرون) 60 ملج يوميًا.

في الاستشارة السابقة ذكرت بأنني كنت آخذ علاج (السبراليكس) لفترة طويلة، بجرعة 20 ملج، وقد تحسنتُ بشكل مذهل، وفجأة انتكستُ أثناء فترة العلاج! فما هو السبب برأيكم؟ وهل زيادة الجرعة ستجدي نفعًا حسب خبرتكم؟

أرجو رأيكم ونصحكم على ما ذكرتُه، ولكم جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمدُ لله أنك تركت استعمال وتعاطي الحشيش، ويبدو أنك وصلت فيه إلى مرحلة الإدمان؛ إذْ كنتَ تستعمله بكميات كبيرة، وتوقفت منه الآن منذ شهرين، ولكن عند ذكرك أنك تعاني من مشكلة القلق والتوتر والاكتئاب، فإنك لم تذكر منذ متى بدأت هذه الأعراض؟ هل بدأتْ بعد التوقف من الحشيش، أو كانت مع استعمال الحشيش، أم ماذا؟ فأنا دائمًا ميَّال إلى التشخيص الواحد للمشكلة؛ لأنه -يا أخِي الكريم- عند كثير من الناس عند التوقف من الحشيش لفترة فإنهم يشعرون ويحسُّون بأعراض قلق وتوتر، وقد يستمر هذا لفترة معينة من الوقت، أو قد تستمر لفترة طويلة عند بعض الناس.

لذلك بالرغم من أنك مركز على العلاج الدوائي فقط مثل (السبرالكس) و(الريمارون)، وما هي الجرعة المناسبة؟ فإنني أرى أن تلتحق ببرنامج للتعافي؛ لأن فترة شهرين للتوقف غير كافية لِأَنْ تتخلص من أعراض الإدمان النفسية؛ لأن الشخص عندما يكون مدمنًا لفترة طويلة يحتاج إلى ثلاث مراحل من العلاج؛ المرحلة الأولى هي التوقف وإزالة الأعراض الانسحابية، وهذه لا تتعدى أسبوعين، ثم المرحلة الثانية وهي مرحلة منع الانتكاسة، وهذه غالبًا تمتدَّ لثلاثة أشهر، وبعد ذلك يدخل الإنسان في مرحلة وبرنامج التعافي، وفي هذا البرنامج يعود إلى حياته الطبيعية ويتخلص من كل النواقص والمشاكل التي كان يجدها في شخصيته.

بالرغم من أنك قطعت شوطًا كبيرًا -كما ذكرتَ أنت- بالتزامك بالصلاة وبالعلاج السلوكي، ولكن من الأفضل الانخراط في برنامج للتعافي ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وبعدها يمكن النظر في الأدوية كجزء من هذا البرنامج وليس كعلاج في حد ذاته؛ لأن كثيراً من أعراض القلق والاكتئاب تكون عادةً مربوطة مع الإدمان، وعندما ينخرط الشخص في برنامج للتعافي يتخلص -إن شاء الله تعالى- من هذه الأعراض، ولا يحتاج إلى استعمال أيِّ مواد كيميائية للتعامل مع أعراض القلق والاكتئاب التي تُصيبه.

وفَّقك الله، وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً