الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بتشويش في الرؤية عند الجوع فما سببه؟ أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله في جهودكم، وأثابكم كل خير على هذا الموقع الرائع، وسدد خطاكم، ولا حرمكم الأجر.

أنا أنثى متزوجة، أبلغ من العمر 27 عاما، وأم لطفل يبلغ من العمر عامين، ومستمرة للآن بالرضاعة الطبيعية بجانب غذائه اليومي. وصحتي العامة جيدة، ولا أشكو من أي أمراض مزمنة -والحمد لله-.

كنت قد ركبت لولبا نحاسيا لمدة سنة، ولكن أزلته منذ فترة قريبة؛ لطول فترة الدورة، حيث كانت تكمل أسبوعين.

في شهر (1) بدأت حمية صحية مع رياضة المشي، واستمرت ل (4) شهور، وأنقصت من وزني خلالها ما يقارب (14) كيلو، وأصبح وزني مثاليا -وزني (67) وطولي (166)- ولكن بدأت تظهر معي أعراض غريبة (اكتئاب -ضيق تنفس -أحيانا دوخة، أو بالأدق عدم توازن، أشعر بأنني أريد أن أستند على مسند إلى اليمين؛ حتى أتوازن، ولا تذهب حتى لو أكلت أو شربت، أو ارتحت، وزغللة في العيون، وأحيانا هالة مطابقة للتي تصاحب الصداع النصفي، ولكن بدون الصداع نفسه، وخدران أو رجفة في اليدين، وتشويش رؤية، وانفصال عن الواقع، وقلة الاستيعاب إذا تأخرت بوجبة الطعام، ولذلك لم أستطع الصيام).

وهذه الأعراض تختفي وتظهر من وقت لآخر، وذهبت للطبيب الذي أخبرني أن هذا كله من القلق والإجهاد، فلا سبب طبي لدي لضيق التنفس أبدا؛ حيث صدري نظيف، وتشبع الدم بالأكسجين 100%، ولا يوجد لدي فقر دم، فحص عيني فقط ولم يطلب تحليل دم، كما أن ضغطي طبيعي).

اختفت الدوخة وجميع الأعراض منذ فترة، وما بقي هو عرض واحد، وهو إذا تأخرت في الطعام؛ أشعر بتشويش بالرؤية، وتذهب عند الأكل، وأنا لا أستطيع الجزم هل هذه الأعراض بسبب الرضاعة أم بسبب طول الدورة، أم أعراض نفسية قلق وإجهاد -أنا أعاني من نوبات هلع، ووسواس المرض والموت كثيرا- ودائمة الإجهاد؛ لأن نومي متقطع بسبب رضاعة الليل، أم هي عضوية بسبب نقصان سكر، أم انخفاض الضغط أم نقصان فيتامينات؟

أن كانت لسبب عضوي فسؤالي لكم: من هو الاختصاصي الذي يجب أن يفحص حالتي؟ وما هي التحاليل التي تلزمني؟

وسؤال آخر يقلقني دوما: ابني ينام جنبي ويرفسني كثيرا في بطني بالليل، وكل مرة يصيبني بالرعب، وقد وضعت حاجزا بيني وبينه، هل من الممكن أن تسبب رفسات طفل صغير تهتكا في الطحال، أو نزفا داخليا، أو أي أذى لي؟ وما هي الأعراض التي يجب الانتباه لها في حال حصل أمر سيء بسببها -لا قدر الله-؟

ولكم جزيل الشكر، وجزاكم الله الجنة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aseel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المؤكد أن نزول الدورة لمدة أسبوعين على مدار العام يؤدي إلى فقر الدم، ونقص في فيتامين (د) ونقص في فيتامين (B12) وباقي العناصر الغذائية، وحسنا فعلت بنزع اللولب، وهذا النقص يؤدي إلى الدوخة والزغللة، والهبوط في ضغط الدم، ولذلك يجب فحص صورة الدم (CBC) وفحص فيتامين (د) وفيتامين (B12) وتناول مقويات للدم حسب نتيجة التحليل، وأخذ حقنة فيتامين (د 600000) وحدة دولية في العضل، ثم تناول كبسولات فيتامين (د) الإسبوعية (50000) وحدة دولية كبسولة واحدة كل إسبوع لمدة (8) إلى (16) إسبوع؛ لكي تصل نسبة ذلك الفيتامين إلى (40).

وتشويش الرؤية عند الجوع أمر مرتبط بالهبوط في الضغط، وعدم وجود احتياطات في الجسم تساعد على الصيام لفترة طويلة دون التأثر والدوخة والزغللة، ولذلك يمكنك التعود على وجبات خفيفة ومغذية تحتوي على البروتين الحيواني، والفواكه والخضروات، والحبوب، والحليب، ومنتجات الألبان، مع تناول العسل، والتمور، وحبة البركة، وشرب الماء بكميات معقولة.

والرضاعة الليلية لا تفيد الطفل ولا تفيدك صحيا، والمفروض توقف الرضاعة بعد العاشرة مساء، مع إعطاء الطفل بعض الماء عند البكاء، والصبر قليلا على بكائه؛ لأن الغرض من الرضاعة اللعب والإحساس بالاحتواء، وليس الجوع، ولذلك يجب منعه من النوم نهارا؛ حتى ينام جيدا في الليل، وعندما يستيقظ الطفل يتناول وجبة الإفطار مع الأسرة في الصباح خصوصا وأنه يبلغ من العمر عامين، وحان وقت الفطام، ولكن لا بد له من تناول الحليب في الكوب، وليس في المرضاع؛ لأنك في أمس الحاجة إلى النوم العميق ليلا، والأرق والسهر من بين الأسباب التي تؤدي إلى الدوخة والزغللة، وسوف يجيبك المستشار الدكتور عبد العزيز أحمد عمر عن السؤال الثاني -إن شاء الله-.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.
+++++++++++++++
انتهت إجابة د/ منصورة فواز سالم طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة
وتليها إجابة د/ عبد العزيز أحمد عمر استشاري الطب النفسي وطب الإدمان
++++++++++++++

الأخت الكريمة: لقد قامت الأخت دكتورة منصورة فوَّاز بشرح ما يجب عليك فعله من ناحية انقطاع الدورة، واللولب، والتغذية، والعلاقة مع الطفل، فكل هذه الأشياء مفيدة، ويجب عليك أن تتبعيها.

أما فيما يتعلق بالجانب النفسي، ذكرتِ أنك تعانين من نوبة هلع ووسواس المرض، والخوف من الموت، ولكن لم تعطيني تفاصيل كثيرة عن نوبات الهلع، متى بدأت؟ وما هي الأعراض التي كنت تحسين بها؟ ووسواس المرض ما هو شكله؟ ما هي الأعراض التي تُعانين منها؟ وأيضًا الخوف من الموت متى يأتي؟ وكل هذه الأشياء بدأت مُجتمعة أم بدأت متفرقة؟

إنني أرى أنك فعلاً تعانين من بعض المشاكل النفسية، ولكن ليست هناك تفاصيل في استشارتك؛ لكي أبني عليها تشخيصا دقيقا، أو أعطي برنامجا علاجيا واضحا، لذلك إنني أرى -بعد هذا النصح بخصوص الغذاء والدورة- أن تُقابلي طبيبًا نفسيًا في البلد التي تعيشين فيها، وتذكرين ما تحسين من أعراض، وسوف يقوم الطبيب بفحصك وإعطائك المشورة والعلاج اللازم.

وفَّقك الله، وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً