الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تناولت دواء الفليوزاك ولم أشعر بتحسن كثير، فما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

تناولت دواء الفليوزاك لعلاج الاكتئاب لمدة خمسة أسابيع تقريباً، ولا أشعر بكثير من التغيير، فما رأيكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كنت تقصد بدواء الـ (فلوزاك Flozac) الـ (بروزاك Prozac) أو الـ (فلوكستين Fluoxetine) كبسولات، فهو علاج للاكتئاب مفيد وناجع، ولكن تتفاوت الاستجابة له من شخصٍ لآخر، وعادة نحن في الممارسة الطبية ننتظر أربعة أسابيع، وبعدها نعيد فحص الحالة، فهل هناك تحسُّن بدرجة ما؟ أي تحسُّن نسبي أم هناك عدم تحسن على الإطلاق؟

إذا كان هناك تحسن نسبي ولكن ليس بدرجة كبيرة، فأنصحك بزيادة الجرعة إلى كبسولتين، والانتظار إلى أربعة أسابيع أخرى، فعسى ولعلَّ تزيد نسبة التحسُّنِ وتزول معظم أعراض الاكتئاب.

أما إذا مرت أربعة أسابيع -كما ذكرت مرت خمسة أسابيع- ولم يحصل تحسن على الإطلاق؛ ففي هذه الحالة ننصح باستعمال دواء آخر، دوا ء مضاد للاكتئاب آخر، ويستحسن أن يكون من فصيلة أخرى، أو نوع آخر غير نوع الفلوزاك، وهناك دواء يسمَّى تجاريًا باسم (سيمبالتا Cymbalta) ويعرف علمياً باسم (دولكستين Dyloxetine) هو من فصيلة أخرى، ويساعد في علاج الاكتئاب، خاصة إذا كان هناك أعراض للقلق.

دولكستين ثلاثون مليجرامًا (حبة يوميًا) في المساء، وأيضًا تنتظر إلى مدة شهرين أو أربعة أسابيع حتى يحصل التحسُّنِ، وإذا كان هناك تحسُّن نسبي بعد ستة أسابيع فأيضًا يمكن رفع الجرعة إلى ستين مليجراما.

وأيضًا -أخِي الكريم- مع الأدوية هناك علاجات نفسية، إذا كان في إمكانك الاتصال بمعالج نفسي؛ لأنه أحيانًا مع تناول الحبوب يُفيد العلاجات السلوكية المعرفية، فهي تحسِّن في أعراض الاكتئاب إذا أخذت مع الحبوب، وأيضًا علاجات الدعم النفسي وعلاجات الاسترخاء، فالعلاجات النفسية أيضًا تكون مفيدة أحيانًا مع أدوية الاكتئاب، أو إذا كان هناك مشاكل معينة -مشاكل اجتماعية أو مشاكل في الدراسة أو مشاكل في العمل- فأيضًا يجب الالتفاف لهذه المشاكل ومحاولة حلّها، لأن أيضًا هذا يفيد في علاج الاكتئاب النفسي، أي أن العلاج هو علاج عضوي دوائي وعلاج نفسي وعلاج اجتماعي.

وفَّقك الله، وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً