الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني مشاكل في الضغط والدوار والأنف، وأرجو أن تطمئنوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا خالد، عمري 42 سنة، أصابني ارتفاع في ضغط الدم ودوار قبل (40) يوما تقريبا، وراجعت طبيب الباطنة، وأخذ التحاليل اللازمة، وأفاد بأن ارتفاع الضغط ليس لعارض عضوي، كما أفاد بأن هناك ارتفاعا في الدهون والكولسترول، ووصف لي علاجا للضغط والكولسترول (10) مل.

بعد أربعة أيام بدأت أشعر بزيادة في الدوار، وأحاسيس غريبة في رأسي لا أعلم مصدرها؛ حيث ينتابني ثقل في الرأس، ومرة خفة في الرأس مع وجود بعض التعرق البارد، وكنت أشعر بالخوف الشديد من الموت؛ جراء هذا الشعور في رأسي، ولكن الطبيب فحص الدم، وأفاد بعدم وجود فقر دم -ولله الحمد-.

الجدير بالذكر بأنني كنت مصابا بوجود قرنيات في الأنف، ومقرر لي عملية، وكنت أستخدم (بروزلين) لمدة (4) سنوات، وبعد انقطاعها من السوق استخدمت (اتروفين) لمدة (4) سنوات متتالية، وبعد أسبوع من مراجعة طبيب الباطنة ذهبت لاستشاري أنف وأذن وحنجرة، فأفاد بأن القرنيات من الدرجة الثانية، ولا تحتاج عملية. وطلب مني ترك (اتروفين) فورا، فتركتها منذ (33) يوما -ولله الحمد-، وبدأت أستخدم (افاميس) حسب وصف الطبيب، كما وصف لي (بيتاسيرك) (24) مل للدوخة دون أن يفحص أذني، ولكن دون جدوى.

بعد (10) أيام راجعت طبيبا آخر، وشرحت له ما أشعر في رأسي، وأعراض الدوار، فطلب إجراء اختبار اتزان، وظهرت النتيجة بإصابتي بمرض دوار الدهاليز الحميد (BPPV) وطلب الاستمرار على بيتاسيرك مع إجراء تمارين (ألبي) وعملتها لي الممرضة (4) مرات خلال الأسبوعين الماضيين بواقع تمرينين خلال يومين، وبعد أول تمرين شعرت بتحسن بسيط خلال الثلاثة أيام الأولى، ثم عاودني الدوار، وعملت التمرين الثالث، ونفس الحالة، ولكن الدوار عاودني بعد يومين فقط، وعملت التمرين الرابع ولكن هذه المرة لم يتحسن الدوار أبدا، وما زال مستمرا حتى الآن.

طلب الطبيب أن أترك بيتاسيرك؛ حيث إنه غير مناسب لحالتي، وعلما بأن الأذن المصابة هي الأذن اليسرى فقط، وللعلم فإن الضغط مستقر بمقياس (80/130) أو أقل بقليل، والجدير بالذكر أنني كنت أدخن الشيشة، ولكني تركتها منذ شهر؛ جراء الخوف الذي ينتابني، ولعلمي بأن التدخين يرفع الضغط.

كما أنوّه بأنه قبل ارتفاع ضغط الدم بأربعة أيام كنت عند طبيب أنف وأذن وحنجرة؛ لأخذ إشاعة للأنف؛ لتحديد الحاجة لعملية القرنيات، وفي هذا اليوم قام بتنظيف أذني من الشمع، كما يوجد لدي نقص في فيتامين (د) حيث إن النسبة (10) فقط.

آمل نصحي بماذا أفعل؛ حيث إن الخوف ما زال ينتابني؟ ولقد تأثرت حياتي جدا بهذا التغيير، كما أن الطبيب أفاد بأن أستمر على تمارين (ألبي) فقط، وألبس إسفنجة الرقبة، ولا أقود السيارة، ومنحني إجازة عن العمل، وما زادني خوفا أنني شعرت منذ أمس بارتخاء وإحساس غير مريح في أرجلي الثنتين من القدم ولغاية الفخذين.

عفوا للإطالة، ولكني محتار جدا وخائف، ساعدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو أنك تعاني من أكثر من مشكلة في وقت واحد، والضغط والكولسترول يبدو أن التحكم بهما جيد عن طريق العلاج، وعليك بالعمل على تخفيض وزنك -إذا كان وزنك زائدا- وممارسة الرياضة، والأكل الصحي، والتقليل من تناول الدهون المشبعة، والملح، وممارسة رياضة المشي بشكل يومي، وبعون الله يتخلص من القلق في هذا المجال.

بالنسبة للأنف، فطبيب الأنف والأذن والحنجرة هو الشخص الذي يستطيع أن يحدد مدى الحاجة إلى الجراحة، لكن أنصحك بعدم الإفراط في تناول علاجات الأنف؛ فلها الكثير من الآثار السلبية، وأحيانا التعايش مع الأعراض يمكن أن يكون أحد وسائل العلاج، وبالتالي قد تخف الأعراض، أو حتى شدتها مع الوقت.

بالنسبة للدوار، فهذه المشكلة شائعة جدا، والبتاسيرك والتمارين هي العلاجات المناسبة، وإذا تأكد الطبيب من عدم وجود مشكلة أخرى في الأذن –مثلا- فهذا العلاج هو الأنسب، وبالطبع الأعراض يمكن أن تزداد بالقلق، وبخاصة عند من يتوترون منها، وتغيير نمط الحياة هو أحد هذه الوسائل.

أما الإحساس بالخوف والقلق فلن يفعل شيئا أكثر من أن يزيد تفاقم الأعراض، وعليك –أولا- بالتوكل على الله، وإشغال وقتك بأمور مفيدة، وتلاوة القرآن، والإكثار من ذكر الله، وممارسة الرياضة، وستحس بتحسن كبير -بعون الله-، وإذا كان التحكم في القلق صعبا؛ فعليك باستشارة طبيب متخصص في مجال علم النفس، وسيساعدك كثيرا في التخلص من الأعراض، لكن أهم عامل للعلاج هو يقينك بالله، ثم بالطبيب المعالج، والعلاج مع تغيير نمط حياتك بعون الله.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً