الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتأثر بظنون الناس بي سلبا وإيجابا وأتعامل معهم تبعا لذلك، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أجد نفسي أتأثر بظنون الناس فيّ، وما قد يظهر من قرائن تدل على ذلك، فإذا أساء أحدهم الظن بي -مثلا- أني لا أحبه، أو أريد أذيته، وظهر ذلك عليه؛ أجد في نفسي دافعا كبيرا لموافقة ظنه السيء، وكذلك العكس، فإذا أحسن أحدهم الظن بي؛ أندفع لموافقة ظنه، فقد أقع في الرياء، فكيف السبيل إلى ترك التأثر بظنون الناس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

الإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه، ومن الصعب عليه أن يعيش منعزلا عن الناس؛ فلا يؤثر ولا يتأثر.

ومن الطبيعي أيضا أن تتكون عند الإنسان مشاعر سلبية تجاه أحد الناس إذا قابله ببعض الظنون السيئة، والشيطان يجري من أحدنا مجرى الدم.

ولكن تبدو المشكلة عندك أنه إذا حمل أحدهم عنك ظنا سلبيا، فأنت تتأثر به لحدّ أنك تصدق أو تحاول تصديق هذا الظن السيئ بك. والعكس أيضا صحيح فيما يتعلق بالظنون الحسنة والإيجابية.

لا شك أن كثيرا من الأسر تربي أبناءها على تقديم الاهتمام الكبير والمبالغ فيه كثيرا في آراء الناس فيها، وفي العمل جاهدين على إرضاء الآخرين، ولو على حساب أنفسنا في كثير من الأحيان، إلا أن هذه التربية بهذا الشكل مبالغ فيها في كثير من الأحيان. ويبقى السؤال: كيف يمكن للإنسان أن يخفف من تأثير أفكار الناس عنا فينا؟

إن لبّ التغيير ربما ينبع من خلال العمل على رفع الثقة بالنفس؛ مما يقلل من اعتمادنا على رأي الآخرين فينا من أجل الحصول على المشاعر الإيجابية عن أنفسنا.

الناس نوعان في مصدر اعتزازهم وسعادتهم بأنفسهم:
النوع الأول: يحصل على هذا من مصدر خارجي، وهو رأي الناس فيه، فهو سعيد إن كانوا سعداء عنه، وتعيس إن كانوا سلبيين تجاهه.

والنوع الثاني: يحصل على ثقته في نفسك وشعوره باحترامه لذاته من منبعه الذاتي، أي من داخل نفسه، والقليل القليل من مصادر خارجية كرأي الآخرين فيه، فاحرص أن تكون من النوع الثاني.

ولا شك أن هذا يحتاج منك إلى تفكير -أولا- بأن هذا ما تريده في حياتك، وثانيا من خلال تنمية ثقتك بنفسك، عن طريق تذكر الإيجابيات الكثيرة الموجودة عندك والفخر بها، ليس من باب الغرور طبعا، وإنما من باب تذكر نعم الله عليك، وكما يقول لنا تعالى: {ولقد كرّمنا بني آدم} ليشعرنا ربنا بأهميتنا في هذه الحياة، فهذا الشعور عنصر أساسي في سبيل الحياة الكريمة والإيجابية.

وفقك الله، وأعانك لتكون كما تريد وتتمنى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً