الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بتسارع ضربات القلب عند الاستلقاء على السرير.. ما المشكلة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من ارتفاع ضغط الدم منذ عدة سنوات، وأتناول هذه الأدوية:
- OLMESARTAN MEDOXOMILE 20 mg حبتين يوميًا صباحًا ومساءً.
- IVABRADINE حبة يوميًا صباحًا.
- NEBILET حبة يوميًا مساء.

مشكلتي أنني أعاني من ضربات قلب غير طبيعية سواء كنت في البيت أم في العمل، وتحدث أحيانًا، وليس دائمًا، لكن المشكلة الأكبر هي أنني وعند الاستلقاء على السرير من أجل النوم أشعر بضربات القلب بشكل كبير جدًا، وشعور بهبوط في الصدر بعد كل ضربتين أو ثلاثة وأبقى في هذه المعاناة لمدة ساعة أو أكثر، ولا أستطيع النوم إلا الساعة الواحدة أو الثانية صباحًا، وقد أخبرت طبيبي، وقال لي أن أتناول الايفابرادين صباحًا، والنيبيليت مساءً بعد أن كنت أتناولها بالعكس، ولي الآن أكثر من ثلاثة أشهر أتناولها كما قال لي طبيبي، لكن نفس المشكلة، وتحدث بشكل يومي، وقد تعبت جدًا من هذا الوضع، ولا أستطيع الاحتمال أكثر من ذلك.

طبيبي لا يأخذ مشكلتي على محمل الجد، فهو على ما يبدو يعتقد أنها مشكلة نفسية فقط، وقد عمل لي إيكو، ووجد شذوذًا بسيطًا في نبضتين في الدقيقة، ولم يجد شيئًا سوى ذلك فقط، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي الكريم: اضطراب ضربات القلب قد تكون أسبابه أسبابا حميدة، أسباب فسيولوجية، وهذا هو الأكثر والأرجح، والقلق النفسي ربما يؤدي إلى اختلال بسيط في ضربات القلب، والإجهاد الجسدي، وبعض الناس لديهم أصلاً قابلية لأن يكون هنالك نوع من الخوارج النبضية، بمعنى أنه يوجد عدم انتظام، ويُعرف أيضًا أن التدخين وتناول الشاي والقهوة بكثرة والكحوليات، هذا كله قد يؤدي إلى اضطراب فسيولوجي في وظائف القلب، وهذا لا يعني أنه يوجد مرضٌ في القلب.

أيهَا الفاضل الكريم: الذي يحدث لك بالفعل قد يكون سببه نفسيًا، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يُحسم، ولا يمكن أن تطمئن إلا إذا شرح لك طبيبك هذا الأمر بتفصيل ووضوح، ومن حقك - أخِي الكريم - أن تسأل الطبيب.

فحص الأيكو - الحمد لله تعالى - طبيعي، وهذا مبشِّرٌ عظيم، بقي أنك ربما تحتاج لعمل ما يسمَّى بـ (هولتر) والهولتر هو رصد لنبضات القلب لمدة أربع وعشرين ساعة إلى ثمانية وأربعين ساعة.

أنا أعرف كثيرًا من الإخوة والأخوات الذين يعانون من هذه الخوارج النبضية، وتُسبب لهم إزعاجًا، وأعرفُ سلفًا أن سببها نفسي أو نسبة لتناول الشاي أو القهوة، أو شيئًا من هذا القبيل، بالرغم من معرفتي لذلك أُرْسلهم لطبيب القلب ليقوم بالفحوصات اللازمة ليطمئنوا أكثر؛ لأن البحوث - والخبرة العملية - أثبتتْ أن الإنسان حين يُوسوس حيال قلبه لن يطمئن إلا إذا قابل الشخص الخبير وأُجريتْ له الفحوصات اللازمة.

فيا أيهَا الفاضل الكريم: اطلب من طبيبك عمل الهولتر، أو يمكن أن تذهب إلى طبيب في أمراض القلب، بالرغم من أنك لست مريضًا بالقلب، بشرط ألا تتردد كثيرًا على الأطباء، يعني حين تذهب إلى الطبيب ويطمئنك مرة واحدة هذا يكفي تمامًا.

في ذات الوقت أريدك أن تمارس التمارين الرياضية باستمرار، ويجب أن تُطبق أيضًا التمارين الاسترخائية.

هذه الضربات تكثر أكثر حين تكون في وضعٍ على السرير وتودّ أن تنام، وهذا يجعلني أكثر ميولاً أنها ناتجة من القلق أو الإجهاد الجسدي، فتمارين الاسترخاء هنا مفيدة جدًّا جدًّا، وموقعنا أعدَّ استشارة تحت رقم (2136015) سوف تجد فيها توجيهات سوف تفيدك كثيرًا.

وأودُّ أن أطمئنك أن هذا الأمر أمر بسيط، لا تنزعج له أبدًا، حافظ على علاج ضغط الدم، وعش حياة صحية، بمعنى: أن تنام ليلاً مبكرًا، أن تمارس الرياضة، أن يكون هنالك توازن غذائي، أن تحرص على التواصل الاجتماعي، أن ترفِّه عن نفسك، أن تكون شخصًا مُبدعًا في عملك، أن تحرص على أمور دينك... هذا كله -إن شاء الله تعالى- يبعث فيك طمأنينة كبيرة.

وإنِ اتضح أن الأمر ناتج من القلق فهناك مضادات كثيرة للقلق، بعضها بسيط جدًّا، ويُساعد كثيرًا في إزالة مثل هذه الحالات.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً