الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابتليت بالعادة السرية وأصبت باحتقان البروستاتا وآلام في الخصية، أفيدوني

السؤال

أنا شاب عمري 19 سنة، ابتليت بالعادة السرية منذ أكثر من ثلاث سنوات، حاولت الإقلاع مرارا وتكرارا، لكن كل مرة أرجع أسوأ من الذي قبل.

رمضان الماضي قررت الإقلاع في أوله، لكن في الأسبوع الثالث سرعان ما رجعت، ثم عقدت النية أن أقلع مرة أخرى، لكن بعد رمضان عدت وعدت مسرفا، منذ أسبوعين بدأت تظهر بعض أمراض البول كتقطيع، وكثرة التردد على البول، فذهبت إلى الدكتور، وقال لي: إنه احتقان في البروستاتا. وطلب مني تحليل بول وأشعة على الحوض، ووصف لي ثلاثة أدوية (prostanorm , daflon , flopadex) استمريت على العلاج لمدة 5 أيام، مع ظهور تحسن طفيف.

بالأمس كان ميعاد الاستشارة، وقبل الاستشارة قمت بالعادة السرية، فلم يخرج أي مني، وشعرت بألم شديد في منطقة الحوض والخصية، وذهبت إليه؛ لأريه التحاليل والأشعة، قال لي: إنها سليمة، لا يظهر حتى أي تضخم، وأن التحسن مسألة وقت، وأن عدم القذف كان بسبب الدواء (flopadex) وطلب مني التوقف عنه، وأن أكمل الأدوية، ووصف لي أدوية جديدة، لكني أشعر منذ الأمس بآلام في الخصية، مع عدم ظهور أي شيء، واليوم في الصباح لاحظت وجود شيء يشبه الدوالي في الخصية اليسرى، هذا أصابني بالقلق؛ لأن على حد علمي ليس لها علاج إلا الجراحة، وأنا أخاف الجراحات، وأن بعد الجراحة قد ترجع وتسبب ضمورا وعجزا جنسيا -عافانا الله-.

الآن السؤال: المرض الذي عندي دوالي الخصية أم التهاب البربخ؟

والسؤال: هل يوجد علاج دوالي الخصية دون جراحة وحتى إن كان طويل الأمد؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن دوالي الخصية: هي عبارة عن أوردة متوسعة متعرجة في الظفيرة الخصوية داخل كيس الصفن، وتتوسع هذه الأوردة؛ نتيجة ضعف في دسامات الأوردة, حيث تعجز هذه الدسامات في المحافظة على سريان تجاه الدم في اتجاه واحد من الأسفل إلى الأعلى (يحدث ارتجاع عكسي للدم)، وبالتالي تتوسع هذه الأوردة تدريجيا، ويزداد طولها، وتصبح متعرجة وملتوية، ومن العوامل المؤهلة هي الوقوف الطويل.

والدوالي تمثل السبب الأكثر قابلية للإصلاح الجراحي لحالات الخصوبة عند الرجال, وتعتبر الدوالي مرض البلوغ, وتشاهد أكثر في الجهة اليسرى, وتصنف الدوالي حسب شدتها إلى ثلاث درجات:
متقدمة: وتكون واضحة بالنظر، عبارة عن عروق دموية ممتلئة بالدم ومنتفخة في كيس الصفن، وتزداد عند الوقوف.

درجة متوسطة: غير واضحة بالنظر، ولكن يمكن جسها باليد.

درجة خفيفة: لا يمكن جسها إلا أثناء الكبس.

وبشكل عام، الدوالي لا يمكن أن تتراجع عفويا, وحجر الزاوية في تشخيص دوالي الحبل المنوي يعتمد على الفحص السريري الدقيق، وإجراء إيكو دوبلر للخصيتين، ومما يستدعي العمل الجراحي هو ترافق الدوالي مع ضمور الخصية, وتأثير الدوالي على صفات السائل المنوي من نقص في عدد النطاف، ونقص بالحركة، مع ارتفاع نسبة الأشكال المشوهة للنطاف, وترافق الدوالي مع الألم المزعج والمتكرر.

والعمل الجراحي يكون بربط هذه الأوردة، ويتم عن طريق المنظار أو الفتح الجراحي، أو بواسطة الحقن، أو التصليب عن طريق الأشعة.

أخي الكريم: إن ما تشتكي منه من ألم في الخصية يستدعي إجراء فحص وزرع بول, وإجراء إيكو دوبلر ملون للخصيتين
(موجات فوق صوتية) مع الفحص السريري من قبل طبيب المسالك البولية؛ للكشف عن وجود التهاب في البربخ، أو وجود دوال، فإذا كان هناك التهاب في البربخ يعالج بالمضاد الحيوي المناسب, أما إذا كان هناك دوال في الخصية فيتم تحديد درجتها (اعتمادا على الفحص السريري والإيكو دوبلر) وهل تحتاج إلى عمل جراحي أم لا؟ وذلك بالنظر إلى تأثيرها على فحص السائل المنوي.

وعلاج الدوالي فقط جراحي، ولا يوجد علاج دوائي.

وأخيرا: أنصحك بالتوقف التام عن العادة السرية، والابتعاد عن كل ما يشجع ممارسة هذه العادة السيئة، وذلك بسبب آثارها السلبية الجسدية والنفسية السيئة؛ ومما يساعدك في ذلك حاول أن تشغل ذهنك وجسدك بما هو مفيد, وممارسة الرياضة بشكل منتظم, وعليك بالصوم؛ فهو يساعدك كثيرا -بإذن الله-.

شفاك الله وعافاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً