السلام عليكم

أنا شاب من فلسطين، أبلغ من العمر 20 سنة.

منذ فترة أصبحت أشعر بشعور غريب بالجهة اليسرى من الصدر وكأنها رجة داخلية، وتستمر لثوان قليلة، ولا تكون مصحوبة بأي آلام قبل أو بعد إن كان بالصدر، أو الكتف، أو اليد، لكن عندما تصيبني؛ أشعر كأن هناك شيئا سقط في صدري، وأشعر بالهلع كأني لا أستطيع التنفس أو فاقد السيطرة، أو كأن قلبي سيتوقف، وهذا الأمر يأتي منذ فترة إلى فترة، وكما قلت يستمر لثوان قليلة جدا، وأريد أن أذكر أيضا أني شخص حساس وأتأثر، وأنفعل وأخاف بسرعة.

أتمنى أن تفيدوني، وشكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم من الواضح جدًّا أنك شخص حساس، وربما تكون قلقًا بعض الشيء، وهذا العرض الذي ذكرته هو عرض قلقي ناتج من انقباضات عضلية بسيطة في الجهة اليسرى من الصدر، وربما يكون على مستوى العقل الباطني أيضًا لديك تخوف من أمراض القلب، أو أنك قرأت عنها، أو أنك تعرف مَن أُصيب بها، وهذا أصبح يُهيمن على عقلك الباطني -كما ذكرتُ- ممَّا سبب لك هذا النوع من القلق.

العلاج -أيها الفاضل الكريم-: تتجاهل هذا الموضوع تمامًا، ولا تهتمَّ به، وتُطبق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرجي، والتمرين بسيط جدًّا: اجلس في مكان هادئ في الغرفة، أغمض عينيك، وافتح فمك قليلاً، قل: {بسم الله الرحمن الرحيم} وابدأ بأن تأخذ نفسًا عميقًا وبطيئًا عن طريق الأنف، املأ صدرك بالهواء، ثم أمسك الهواء في صدرك لمدة خمس ثوانٍ، ثم أخرج الهواء بقوة وبطء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، ويجب أن يكون أيضًا بقوةٍ وبطءٍ، ويجب أن يستغرق على الأقل حوالي ثماني ثواني.

كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وسوف تجده -إن شاء الله تعالى- مفيدًا جدًّا بالنسبة لك.

أيضًا مارس أي نوع من الرياضة، وبالنسبة لحساسية الشخصية: أريدك أن تُحسِّن من تواصلك الاجتماعي، وأن تُشارك أسرتك في فعالياتها، وكن شخصًا ذا مبادرات إيجابية، واجتهد في دراستك، ولا تعِر هذا العرض أي اهتمام، وهنالك دواء بسيط جدًّا مضاد للقلق يسمى (ديناكسيت Denaxit) يمكنك أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناوله، وهناك أيضًا دواء بديل يسمى (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) جرعته هي كبسولة واحدة في الصباح -قوة الكبسولة خمسون مليجرامًا- يمكنك أن تتناولها أيضًا لمدة شهرٍ، هذا في حالة أنك لم تتحصل على الديناكسيت.

وإن كان بالإمكان أيضًا أن تذهب إلى طبيبٍ حتى ولو طبيب عمومي أو طبيب الرعاية الصحية الأولية؛ ليقوم بإجراء كشف عام بالنسبة لك، هذا سوف يُطمئنك، أنا متأكد جدًّا أن الأمر أمر قلقي وليس أكثر من ذلك، لكن دائمًا إجراء الفحص الطبي الأولي يُطمئن الناس كثيرًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.