الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا توقف مفعول السبراليكس فجأة ولم يعد يجدي نفعاً؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم على هذا الموقع الرائع، وأود أن أستفسر عن حالتي، والتي ألخصها كما يلي:

أبلغ من العمر 38 سنة، وكنت متعاطيا للحشيش لمدة 12 عاما بشكل دائم، ثم قررت التوقف، وقد قمت بذلك بشكل فوري -ولله الحمد- بداية عام 2012، وتعرضت لأعراض انسحابية خفيفة، ولكن لم يكن لها تأثير يذكر.

نهاية عام 2013 قررت الإقلاع عن التدخين، واستخدمت علاج (الشامبكس) كمساعد، ونجحت في ذلك لمدة 3 أشهر، ثم تعرضت لنوبة هلع وقلق أثناء سفري من مدينة إلى أخرى، تشكلت على شكل تنميل في اليدين، وجفاف في الفم، مع شرب كميات كبيرة من الماء، والحمد لله وصلت سالما إلى بيتي، واعتقدت أنه عارض بسيط وسيمضي في حال سبيله، ولذلك لتعرضي لمثل هذه المواقف سابقا، ولكن بشكل أخف، وكنت أحسن التحكم بها؛ نظرا لقناعتي بقوتي الفكرية والجسدية، ولعلمي بأنها حالة قلق عابرة.

في اليوم التالي شعرت باكتئاب شديد، وفقدان شهية، وألم في بطني؛ نتيجة القلق الذي لزمني منذ وصولي، وقررت الرجوع للتدخين، وفعلا فعلت ذلك، قمت بالاتصال بأخي -وهو صيدلي- وكان قد مر بمرحلة من الوسواس القهري، والخوف، والاكتئاب أثناء دراسته الجامعية، كما أن والدي مر بنفس التجربة في أواخر الثلاثينيات من عمره، وجميعهم تعافوا -ولله الحمد- حيث استخدموا دواء السيروكسات في ذلك الوقت.

نصحني أخي بالبدء باستخدام دواء زولفت، ووصف لي الجرعة، وبدأت بأخذه أول أسبوع، وعانيت من أعراض جانبية شديدة لم أستطع إكمال أخذ الدواء، فنصحني بتغييره إلى سبراليكس (5) ملج أول أسبوع، ثم (10) ملج ثاني أسبوع، مع دواء فلونكسول حبة يوميا، وبعد أسبوعين من العلاج تحسنت بشكل جيد، ثم بعد فترة رجعت لي الأعراض، فذهبت إلى طبيب مختص؛ كوني في إجازة ببلدي، وقام برفع جرعة السبراليكس إلى (20) ملج، والفونكسول إلى حبتين يوميا، وبدأ التحسن بشكل ممتاز.

أثناء هذه المدة عدت لتعاطي الحشيش، واستمر الحال لمدة ثمانية أشهر من التحسن، ثم بدأت بالتوقف التدريجي عن الدواء، ونجحت في ذلك، وسارت الأمور على ما يرام لمدة (3) أشهر، ثم حدثت انتكاسة؛ مما اضطرني إلى الرجوع للعلاج بالتدريج، إلى أن وصلت إلى (20) ملج سبراليكس، وحبتين فلوكسول يوميا، مع استمراري بتعاطي الحشيش.

بعد أربعة أشهر، وأثناء استمراري على العلاج بدأت حالتي تنتكس، وزادت حالتي سوءا؛ مما اضطرني إلى السفر لتلقي العلاج قبل شهرين، فذهبت إلى طبيب نفسي، فقام برفع جرعة السبراليكس إلى (30) ملج، وإيقاف الفونكسول؛ مما زاد حالتي سوءا خلال فترة أسبوع، وبعد ذلك ذهبت إلى طبيب آخر فوصف لي السيروكسات (سي آر) جرعة (37.5) بشكل تدريجي، فأخذتها، وأضاف دواء ريميرون (30) ملج، وتوقفت عن تعاطي الحشيش تماما، وتبت توبة نصوحا إلى الله، والتزمت بالصلاة والاستغفار والعبادات، ثم بدأت حالتي بالتحسن إلى حد معين تقريبا (65%)، وما زلت على هذه الحالة.

في الوقت الحالي أعاني من الاكتئاب خلال فترات النهار بشكل متوسط، مع نوبات قلق خفيفة، وعدم الرغبة بعمل أي شيء، وانعدام للشهية، وعدم رغبة بالجنس، وأعود إلى طبيعتي مساء عند أخذي الريميرون.

أسئلتي هي:
هل أحتاج إلى المزيد من الوقت؛ ليعطي دواء السيروكسات كامل مفعوله، علما بأنني بدأت بأخذه منذ تاريخ 23/6/2015 أم أزيد الجرعة أم الأفضل تغيير العلاج؟

لماذا توقف مفعول السبراليكس فجأة، ولم يعد يعطي نفعا؟

هل أستطيع أخذ الريميرون صباحا؛ لأني بمجرد أخذه تتحسن حالتي فورا وبشكل ممتاز؟

بدأت بممارسة الرياضة (بالجيم) منذ فترة قريبة، ما مدى فعالية الرياضة لحالتي؟

آسف جدا على الإطالة، وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: شكرًا على رسالتك الوافية الواضحة وشرحك لحالتك.

هناك مشكلتان عندك:
أولاً: المشكلة النفسية -كما ذكرت- التي تتعاطى من أجلها الحبوب -الزيروكسات والريمارون- والتي ذكرتَ أنها تحسنت في الأول، ولكنها عادت، وهناك مشكلة تعاطي أو إدمان الحشيش، فلنتكلم -أولاً- عن إدمان أو تعاطي الحشيش:

الحمد لله أنك توقفت من تعاطي الحشيش، ولكن في سياق حديثك عُدتَّ إليه أكثر من مرة، ولم تذكر الكميات التي تتعاطاها يوميًا، والفترة التي استمررت عليها في كل مرة، ولكن على أي حال قد تحتاج إلى علاج يُساعدك في التخلُّص من إدمان الحشيش، حتى بعد التوقف، قد تحتاج إلى برنامج علاجي يُساعدك لعدم الرجوع إلى تعاطي الحشيش، ومساعدتك في التعافي منه؛ لأنك -كما تعرف- أن الحشيش يؤثِّر على المزاج، وقد يترك آثارًا معينة عند الشخص، وأيضًا نوبات الهلع ترتبط بتعاطي الحشيش، فكثير من الناس الذين يتعاطون الحشيش تحدث لهم نوبات هلع.

ثانيًا: بخصوص أسئلتك المُحددة، نحن عادة نعطي الدواء مدة شهرين، ثم بعد ذلك نحكم عليه بفائدته أو لا، ولذلك أرى بعد مرور شهرين على تناول الزيروكسات يمكن أن تزيد الجرعة إلى أربعين مليجرامًا، وتنتظر فترة أخرى.

وسؤالك: لماذا تحسَّنت في الأول؟ فهذا يحدث، فعندما يتناول الشخص دواءً قبل أن يأتي بالفعالية فقد يحسُّ بالتحسُّن، وهذا أثر نفسي لبدء العلاج وليس تأثيرًا كيميائيًا مباشرًا للدواء نفسه.

الريمارون هو مضاد للاكتئاب، مُهدئ في نفس الوقت، وعادةً يُعطى في المساء؛ لأنه مُهدئ ويُساعد في النوم، خاصة الجرعة الخفيفة، خمسة عشر مليجرام تكون أكثر تهدئةً من الثلاثين مليجرام، ولكن إذا كان لا يؤدي إلى النوم عندك، وتحسُّ بأنك تتحسَّن عليه، فلا بأس من أخذه بالنهار، فإنني أصف لبعض مرضاي أن يتناولوا الريمارون بالنهار، إذا كان لا يؤدي إلى النعاس الشديد أو النوم، وإذا كنت تحسَّ بأنك تتحسن بعد تناوله مباشرة فتناوله وانتظم في تناوله للمدة المطلوبة.

الحمد لله أنت شرحت أشياء كثيرة، كما قلت، ومن ضمنها الانتظام في الصلاة، والرياضة البدنية مهمة جدًّا في حالتك، فهي تؤدي إلى الاسترخاء، وتؤدي إلى التخلص من التوتر، فهي وسيلة فعّالة ومفيدة لمثل حالتك، وننصح بها كثيراً من المرضى.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً