الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل حالة طفلتي طبيعية أم لا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أب لثلاثة أولاد، وطفلة عمرها سنتان وعشرة شهور، طفلتي هذه كانت تنطق بعض الكلمات مثل: (حمودي) (اسمي)، وأسماء إخوتها، وبعض أقاربنا، وكلمة (حاضر) والعديد من الكلمات، ولكنها لم تعد تنطق إلا القليل منها.

ما لفت انتباهنا هو حين بدأت أمها منذ شهر تعويدها للذهاب إلى الحمام -أعزكم الله- لكن دون أي فائدة تذكر أو أي تقدم؛ مما أثار خوفنا من وجود سمات توحد -لا قدر الله-، وأذكر أنها كانت مدمنة تلفاز مشاهدة برامج الأطفال (غامبول وستيفين) وسأتكلم عن بعض صفاتها الإيجابية والسلبية:
- تتكلم بعض الكلمات مثل: (ماما، بابا، أدب، موزة، برا، أنزلوني، حسنا، ما هذا، مي -ماء- غامبول، وستيفين) لكنها لا تركب جملة، وأحيانا تتكلم بكلمات غير مفهومة.
- عند مشاهدة التلفاز لا تستجيب لندائنا من أول مرة.
- لا تنطق اسمها.
- تستجيب للأحضان والأوامر، وتفهم كل ما نقوله إلا إذا قلنا لها: قولي شيئا معينا؛ فإنها في الأغلب لا تستجيب.
- عندما أطلب منها شيئا مثل تقبيلي، إما أن تستجيب، أو تقول: لا، بعصبية قليلة.
- طولها ووزنها ومشيها ونومها طبيعي بحمد الله.
- ملولة، وعند ذهابنا إلى بيت آخر تبدأ في البكاء إلى أن تتعودعلى الجو، أو تلعب مع الأطفال، أو تأكل حلوى.
- تستخدم الأيباد بشكل ممتاز.
- أنانية في الطعام.
- ردود فعلها طبيعية، مثلا: إذا لاعبتها ومازحتها؛ تلعب وتضحك، وإذا غضبت أو صرخت عليها؛ تخاف أو تبكي.
- تحب أن أحضنها، وتحب الخروج في الأماكن المفتوحة.
- عند اختفائها في البيت، ومناداتها لا تستجيب للنداء بالمجيء، أو قول (نعم)، وهذا لفت نظري بالأمس.
- الاستجابة البصرية عادية في الأغلب.
- سمعها جيد، وتلتفت لندائنا بالنظر من أول مرة إلا إذا كانت تشاهد التلفاز.
- لا توجد صفات غير عادية أخرى مميزة تثير المخاوف.

آسف على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا بشأن طفلتك الصغيرة، حفظها الله، وأقر بها أعينكم.

إن معظم ما ورد في سؤالك لهي أمور طبيعية لطفلة في مثل عمر طفلتكم، ولم يلفت نظري إلا موضوع ما يبدو أنه بعض التراجع في المقدرات اللغوية أو الكلامية.

وكما نعلم أن جذور التوحد -لا قدر الله- توجد عادة في مرحلة مبكرة لتطور نمو دماغ الأطفال، إلا أن أعراضه لا تظهر حتى عمر (2-3) سنوات، والأبحاث جارية في محاولة للتشخيص الأبكر من الحالي؛ لأن التدخل السلوكي المبكر يفيد جدا، ومن هنا تكمن أهمية التوعية العامة بالتوحد.

والغالب أن الوالدين أول من يلاحظ أن هناك تصرفات غير طبيعية مثلا، ومنها -مثلا-:
- ضعف تواصل العينين.
- عدم الاستجابة لمناداة الطفل باسمه.
- اللعب مع الألعاب بطريقة غريبة.
- كثرة التكرار من كلمات، جمل، حركات.

ونحن ننبه الأهل عادة إلى الانتباه لبعض المؤشرات التي تعتبر خطا أحمر للتوحد، ومما يمكن أن يكون من علامات التوحد، ومنها:
- لا ابتسامة أو تواصل دافئ مع عمر 6 أشهر.
- لا يتجاوب الطفل (أخذا وعطاء) باللعب، الصوت، الابتسامة مع عمر 9 شهور.
- عدم إصدار الأصوات مع عمر 12 شهرا.
- عدم التجاوب بالحركات وأوضاع الجسم، الإشارة بالأصبع، تلويح كمدّ يده مع عمر12 شهرا.
- لا كلمات مع عمر 16 شهرا.
- عدم إخراج جملة في كلمتين لها معنى مع عمر 24 شهرا.
- فقدان بعض الكلام أو التصويت، أو المهارات الاجتماعية بعد أن يكون قد امتلكها، وفي أي عمر.

وبشكل عام لا يبدو أن حالة طفلتكم تنطبق على هذه المواصفات، فلا أظن أن هناك سببا للقلق، ولكن إن طال انشغال بالكم، فليس هناك ما يمنع من عرض الطفلة على طبيب أطفال؛ ليتأكد من النمو والتطور الطبيعي للطفلة، وخاصة الحواس، والنمو النفسي، والحركي، واللغوي.

وفقكم الله، وحفظ طفلتكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً