الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي إذا مرت بظروف صعبة تصيبها حالة نفسية، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا متزوج منذ 3 سنوات ونصف، وعندي طفل، وزوجتي إذا مرت بظروف صعبة تصيبها حالة نفسية بمعدل مرة كل سنة، أقصد أنها طبيعية طول السنة عدا إذا مرت بظروف صعبة تصاب بتلك الحالة النفسية الغريبة.

أول مرة لاحظت عليها هذه الحالة عندما حدثت لها مشكلة في مقر عملها، والمرة الثانية لما أجهضت بحملها بالشهر السادس.

المرة الثالثة بسبب خلاف معي هددها بالطلاق، تتأثر نفسيتها وتصبح تهذي وتكره من حولها، وتوسوس وتتفوه بأحداث حصلت لها في الماضي والحاضر وتفقد شهيتها للطعام ويضطرب نومها وتصبح عدوانية وعنيدة وتجهل بالضبط ما يحدث حولها، وتتكلم عن وضع عائلتها الاجتماعي والداها في مشاكل دائمة؛ حيث أنهما بالفعل على عدم وفاق؛ مما أدى إلى زواج والدها على أمها، وتنزعج وتسأل لماذا هي تمر بهذه الظروف النفسية سنوياً؟

تدوم حالتها هذه بين أسبوعين إلى 3 أسابيع ثم تزول بالتدريج، وقبل فترة عرضتها على طبيب نفسي وصنف حالتها بأنها اكتئاب، ووصف لها علاجاً ولكنها رفضت الالتزام به لأنها تعتبر نفسها طبيعية، فأنا خائف ومضطرب جداً؛ لأن بيننا طفلاً وأخاف أن ينشأ مثل أمه.

زوجتي بعمر 26 عاماً، وهي إنسانة متعلمة، وجامعية ومتميزة بدراستها، ولديها 6 أخوات وأخوان، لا يعانون مثلها من هذه الأعراض! فما هو الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ tom حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: فليحفظك الله تعالى أنت وأسرتك، والمشكلة يمكن حلَّها أو يمكن التغلب عليها.

ذكرتَ - أخي الكريم - بأن هذه الحالة تأتي إلى زوجتك بسبب معيّن، أي أنها لا تأتي دون سبب، وذكرت أنه كانت هناك مشكلة في العمل أول الأمر، ثم عندما حدث لها الإجهاض، ثم عندما هدَّدتها بالطلاق، وهذا يعني أن هناك سببًا ما يجعل هذه المشكلة تحصل لها، أما لماذا هي وليس إخوتها؟ وهذا يعني أنه عندها قابلية في تكوينها لحدوث مثل هذه الأشياء، وهذا الفرق بينها وبين إخوتها.

هناك قابلية معينة تؤدي إلى حدوث هذه الحالة النفسية عند ظروف معينة، وتُسمى هذه الحالة حالة تحوُّليَّة، أي الأشياء أو المشاكل النفسية التي تحدث للشخص ولا يستطيع التعامل معها تتحوَّل إلى أعراض أخرى، وكل هذا يحصل في اللاوعي، أي لا يتعمَّد الشخصُ هذه الأشياء.

هي متزوجة بك، وإنسانة جامعية، وعندكم طفل، فمعنى هذا أن هناك أشياء كثيرة إيجابية في حياتها.

هذه الحالة لا تُعالج بالأدوية، ولكن تُعالج بالعلاج النفسي، وتحتاج إلى نوعين من العلاج النفسي: العلاج النفسي الفردي، أي تتعالج بالجلسات النفسية لمساعدتها في التغلب من الصعوبات والنزعات النفسية عندما تواجه مشكلة ما، كما يجب عليكما معًا - كزوجين - حدوث جلسات علاج أُسري، أو علاج زوجي؛ لأنك ذكرت أنك هدَّدتها بالطلاق مرة، وأنه قد تكون هناك مشاكل بينكما، فيجب عليكما أن تحضرا معًا جلسات للعلاج الأسري، وهذا سيساعدها هي، ويُساعدك أنت في كيفية التعامل معها.

إذًا العلاج الرئيسي هو علاج نفسي، علاج فردي لزوجتك، لجلسات محددة ومتواصلة، وعلاج أسري لكما معًا.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً