الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الموت وأخشى أن أموت بسبب خفقان القلب، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعاني من خفقان وتسارع في نبضات القلب، مع خوف شديد، وقد تعرضت العام الماضي إلى صدمة وعين، وأصبت بوسواس الموت، -والحمد لله- شفيت منه.

وقد عاد الوسواس هذه السنة في نفس الموعد، في شهر شوال، وقد أصبت بخوف شديد أن يرجع الوسواس، وأخشى أن أموت بسبب خفقان القلب، ولا أستطيع النوم بسببه، وجسمي كله يتعرق، وقدمي تصبح باردة كقوالب الثلج، وأشعر برجفة شديد في الجسم، وعدم القدرة على تناول الطعام، فهل هذا مجرد خوف؟ مع العلم أنني ذهبت إلى الطبيب فأخبرني أنني بخير، وأنه مجرد خوف وتوتر، وأن القلب سليم -والحمد لله-، وكل شيء سليم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعانين منه يسمى بـ (اضطراب القلق)، واضطراب القلق اضطراب نفسي، له نوعان من الأعراض، أعراض جسدية أو عضوية، مثل خفقان القلب والتعرُّق الشديد والرعشة والآلام المختلفة بالجسم، وأعراض نفسية، أهمها الخوف الشديد والتوجُّس، والخوف من المستقبل، والخوف من الموت، أو الخوف من الإصابة بمكروه، أو الخوف من الأمراض، وهذا بالضبط ما شكوتِ منه، فهذه اضطراب نفسي محض، ولذلك كل الفحوصات لا تُظهرُ شيئًا، لأنه ليس هناك اضطرابًا عضويًا أو مرضًا عضويًا.

ولماذا تحضر أو تظهر هذه الأعراض؟ عندما يخاف الشخص يُفرز الجسم مادة تسمى بالأدرينالين، وهذه المادة هي التي تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وإلى التعرُّق والارتعاش.

هذا مرض نفسي وله علاج، وهناك نوعان من العلاج: علاج للأعراض الجسدية، وأنصحك باستعمال دواء الـ (إندرال Inderal)، عشرة مليجرام، ثلاث مرات في اليوم، يُساعد في تخفيف ضربات القلب، يُساعد في تخفيف أو القضاء على التعرُّق والارتعاش، وبعد ذلك يمكنك أن تتناولي دواء مُهدئًا خفيفًا لعلاج القلق، مثلاً الـ (سيبرالكس Cipralex) عشرة مليجرام، نصف حبة بعد الفطور لمدة أسبوع، ثم حبة يوميًا بعد ذلك، وعادةً يأتي مفعوله بعد شهرين، أو خلال شهرين، تختفي معظم الأعراض عندها -إن شاء الله-، ويمكنك الاستمرار في أخذه لمدة ثلاثة أشهر.

ولا تنسي طرق أخرى من العلاج، هي الطرق النفسية، والطرق النفسية هنا طرق بسيطة، يمكنك أن تقومي بها، وتؤدِّي إلى الاسترخاء، وأكثر الأشياء التي تؤدي إلى الاسترخاء هي الرياضة البدنية، خاصة رياضة المشي، والمحافظة على الصلاة والأذكار وقراءة القرآن، فكل هذه تؤدي إلى الطمأنينة والاسترخاء النفسي، وإذا أمكن أن تتعاملي مع معالج نفسي له دراية كافية فيمكنه أن يُدرِّبك على الاسترخاء العضلي أو الاسترخاء بالتنفس التدريجي، كل هذه الأشياء تُساعدك وتتخلصين من أعراض القلق والتوتر.

وفقكِ الله وسدَّد خُطاكِ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً