الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أتناول البروزاك لخوفي الشديد منه، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

بداية أود أن أشكرك يا دكتور جزيل الشكر على وقتك وجهدك معنا.

لقد قدمت استشارتي (2282807)، ووصفت لي البروزاك كعلاج، ومنذ أن قرأت بأنه يوجد علاج دوائي وأنا مصابة بالإحباط والخوف الشديد منه، ونسيت تماما وسواسي وقلقي، وانصب تركيزي على أن هذا العلاج سيسبب لي الأذى، وأني سأبقى أتناوله طوال عمري، وأنه علاج إدماني، وأنه سيؤثر على الهرمونات لدي، ولن أستطيع الإنجاب، وأن حالتي معقدة، فأسألك بالله يا دكتور هل كل ما فكرت به صحيح؟ وهل آثار هذا الدواء سلبية، وخصوصا على النساء والإنجاب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

انظري -أيتها الفاضلة الكريمة- كيف أن الوساوس يمكن أن تتصيَّد الإنسان حتى فيما ينفعه، فالذي ينتابك الآن من ارتياب شديدٍ حول الدواء مجرد شكوكٍ وسواسية وليس أكثر من ذلك، وقد امتدَّتْ الوساوس لتُقنعك أن الدواء سيُسبب لك كذا وكذا، وتساؤلات حول مدة العلاج، والتأثير على الهرمونات والإنجاب.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذا فكرٌ وسواسي يجب أن يُحقَّر ولا يُناقش، لا تدخلي أبدًا في أي حوار مع هذا الفكر، توكلي على الله، وتناولي الدواء، وحين تُسيطر عليك هذه الفكرة تذكري حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما جعل الله من داء إلا جعل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، فتداووا عباد الله).

أود أن أضيف: أريدك أن تتذكري أن البروزاك هو علاجك في مثل هذه الحالة، فكوني من الذين يعلمون الأمور ولا يجهلونها، كما أن الدواء سليم جدًّا، وأؤكد لك هذا، والبروزاك هو الدواء الذي نُعطيه في الحمل دون أي مشكلة، وليس له تأثير على الإنجاب مطلقًا، فلا ترددي، وتناولي العلاج، ولا تحرمي نفسك منه، فإنه نعمة عظيمة، وأغلقي على الوساوس وحقّريها، ولا تناقشيها أبدا.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً