الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي شكاكة وعصبية لا تقبل النقاش، فكيف أتعامل معها؟

السؤال

السلام عليكم

إنني أواجه مشكلة مع والدتي، حيث إنها عصبية جداً لا تقبل النقاش، وشديدة الشك، فهي تشك بي كلما هاتفت صديقتي، وتغضب مني، وتصرخ في وجهي، تعاملني وكأنني أهاتف شاباً!

لا أعلم لماذا تتصرف هكذا؟! ذلك يشعرني بالحزن، والضجر والحرج من تلك الحالة، لأنني شديدة التعلق بصديقتي، حيث نفعل كل شيء معاً، ونعاون بعضنا البعض في الأمور الدينية والدنيوية كالدراسة مثلاً، وقراءة القرآن وكل شيء آخر.

لا أرى بأن هذه الصداقة قد تكون علاقة شاذة أو خاطئة، لأنني أحبها كثيراً كأختي، ولا يمكن أن أبتعد عنها لأنها تعاونني في كل شيء، ولكن والدتي تستمر في تصرفاتها تلك. أكاد أن أصاب بالجنون فقد مضت سنة حتى الآن، ولم أجد حلاً لتلك المشكلة، ولا يجدي التحدث معها؛ لأنها لا تعطيني فرصة، وتتصرف بعصبية، وكأنني ارتكبت ذنباً عظيماً، ما الحل يا ترى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويرزقك إرضاء والدتك، ويصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

الصديقة الصدوقة مطلب والفوز بها مكسب، لكن حق الأم مقدم، وبرها من أكبر الواجبات، بعد توحيد الله.

الوالدة قد تنزعج من الصديقة لأسباب: لأنها غير معروفة بالنسبة لها، لأن للوالدة رأياً في أسرتها أو منطقتها، لأنها لاحظت عليها تصرفات، لأنها تستمع لصداقات خرجت عن الأطر الشرعية؛ لأن للوالدة رأياً في مقدار الكلام أو نوع الكلام أو توقيت الكلام، لأن علاقتك بصديقتك ترك أثراً على مستواك الدراسي أو على أدائك للواجبات، لأنك تقدمين الصديقة على والدتك.

نحن نقترح عليك، الدعاء لنفسك وللوالدة، ومعرفة مكانة الوالدة، وأن حقها مقدم، وكذا البحث عن الأسباب الفعلية لعصبية الوالدة؛ فإن معرفة السبب تعينك وتعيننا على إصلاح الخلل والعطب.
إظهار ما يملأ نفس الوالدة بالثقة من الأدب والالتزام وحسن التصرف. كذلك الاجتهاد في تعريف الوالدة بحقيقة الصديقة وأسرتها.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر لك الوصية بالوالدة، ونسعد بالاستمرار في التواصل.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر سارة

    كل ما تقوم به والدتك من حبها لك عن تجربة في أيام الدراسة كانت أمي رحمها الله تختار لي صديقاتي حتى و أنا في الجامعة بعد موتها و بمرور الزمن عرفت ان كل ما كانت تقوم به لانها تحبني بالرغم من اني كنت اتضايق في كثير من الاحيان
    رحمك الله يا امي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً