الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مصاب بالاضطراب الوجداني والصرع ودواء الليثيوم فاقم حالتي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أنا مريض بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب والصرع في نفس الوقت، لكن –للأسف- كل يوم نوبة هوس بعدها اكتئاب. وعلاجي (زيبركسا 20مغ) (لاميكتال 300مغ) و(تجريتول 1200مغ) مقسمة على (3) جرعات.

ذهبت إلى الطبيب، وأعطاني دواء (الديباكين) لكن –للأسف- لم أحتمل أعراضه الجانبية، ورجعت إليه فأعطاني (الليثيوم) بجرعة (250مغ) في المساء، مع العلم أني في بداية العلاج، لكن –للأسف- فقد قام بتنشيط البؤر الصرعية، وأصبت بنوبات صرع.

سؤالي: هل هذا مؤقت أم علي سحب الدواء؟ وهل يتعارض الليثيوم مع التجريتول؟ فقد قرأت أنه يمكن أن يسمم المخ.

يا دكتور: تعبت! هل من حل؟ مع العلم أني أسكن في الجزائر، والأدوية النفسية محدودة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحيم حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كربونات الليثيوم -أيها الفاضل الكريم- هي أُولى الأملاح التي اتضح أنها تُعالج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وذلك بعد أن جرَّبه البروفيسور (كِيد Cede) في أستراليا بمريضين عام 1952، ومنذ ذلك التاريخ كسب الليثيوم أراضي صلبة جدًّا في مجال الصحة النفسية، لكن قطعًا الدواء له مشاكل ولا شك في ذلك، فمستوى الدواء في الدم يتطلب المراقبة؛ لأن الزيادة فيه لها آثار جانبية خطيرة، والنقصان في مستواه لا يؤدي إلى الغرض العلاجي، كما أن وظائف الكلى والغدة الدرقية -على وجه الخصوص- يجب أن تُراقب حين يتم إعطاء الليثيوم، كما أن الذين يعيشون في الدول الحارة، والذين يكونون عُرضة للتعرُّق يجب أن يكونوا حذرين جدًّا حين يتناولون الليثيوم؛ لأن نقص ملح الصوديوم يؤدي إلى تسمُّمٍ من خلال ارتفاع مستوى الليثيوم.
عمومًا هذه فنيات كلها معروفة لدى الأطباء.

الجرعة التي أعطاها لك الطبيب هي جرعة صغيرة جدًّا، مائتان وخمسون مليجرامًا لا تُعتبر أبدًا جرعة تسمُّمية. أنا أحترم وجهة نظرك حول ما ذكرتَه أن الليثيوم يتعارض مع التجراتول، لا أعتقد ذلك -أيها الفاضل الكريم- أنا لديَّ مرضى يتناولون التجراتول مع الليثيوم، ولا تواجههم أي مشاكل، لكنهم منضبطون تمامًا في مراجعاتهم ومتابعتهم.

أعتقد أن مراجعتك للطبيب مهمة جدًّا، ويجب أن تشرح له وجهة نظرك حول الليثيوم.

وبكل أسف أيضًا أنت لم تستفد من دواء رائع جدًّا، وهو الدباكين، الدباكين من أفضل الأدوية لكن لم تتحمَّل أعراضه الجانبية، وأكثر عرض جانبي يُسببه الدباكين هو زيادة الوزن ورفع أنزيمات الكبد، وكذلك تساقط الشعر لدى البعض.

عمومًا أنا أؤكد لك أن حالتك يمكن أن تُعالج، وتُعالج بصورة فعَّالة جدًّا، فأنت تحتاج لواحد أو لاثنين من مثبتات المزاج، إن كان الليثيوم هذا أمرٌ جيد جدًّا، مع تناول التجراتول، وبالمناسبة: محاولة الدباكين مرة أخرى لا بأس في ذلك أيضًا، لأن الآثار الجانبية إذا حدثت مرة ليس من الضروري أن تتكرَّر، هذا كله يجب أن نؤكد عليه.

وعقار (توباماكس)أيضًا يُعالج الصرع بصورة فاعلة، وله فعالية متوسِّطة فيما يتعلق التحكُّم في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

أيها الفاضل الكريم: أنا حقيقة أود أن أساعد بقدر ما أستطيع، ولا أقول لك: إن حالتك معقَّدة، لكن حالتك بالفعل تتطلب المتابعة مع طبيبك.

وعلاج (زبركسا) إذا لم تستفد منه، أعتقد أن عقار (إرببرازول) أيضًا قد يكون جيدًا، عقار (سوليان) قد يكون جيدًا جدًّا لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، هي أدوية مُجرَّبة وأدوية معروفة، وبفضلٍ من الله تعالى الآن الخيارات كثيرة وكثيرة جدًّا، فعليك بالمتابعة، وأرجوك أيضًا أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، لا تجعل هذا المرض يُعطِّلك أبدًا، المهم هو تناول الجرعات الدوائية أيًّا كان في وقتها، وأن تكون لك الدافعية والتفكير الإيجابي، وأن تعيش حياة طيبة وسعيدة بإذن الله تعالى.

أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً