الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نمى عندي قلق غير مبرر تحول لخوف خانق عند سماع شيء محزن، بماذا تنصحونني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري الآن 25 سنة، أعاني منذ فترة سنتين تقريبا أو أكثر من قلق مزعج وبدون أسباب معروفة، وتطور وبدأت أحس بخوف بسيط ثم أصبح أشد مع خفقان بالقلب وضيق تنفس، وبعض الدوار، وهي تأتيني على شكل نوبات في أوقات معينة وسرعان ما تذهب، لا تستمر أكثر من خمس دقائق بالكثير، وبعضها يستمر لثواني لكنها تكون شديدة.

غالبا تأتيني هذه الحالة عند سماع موسيقى معينة أو خبر شخص متوفى أو مريض، أو إذا أحسست بألم بأي مكان بجسمي، وأخيرا عندما أشاهد مشهدا تمثيليا مرعبا أو حزينا، وبعضها عندما أسمع قراءة القرآن من بعض القراء، أو أسمع أي كلام عادي لكن طريقة الإلقاء مؤثرة حتى لو كانت بصوت منخفض، وأحيانا عندما أجلس بمفردي، وهذه تأتيني بكثرة، أصبحت لا أنام بغرفتي لوحدي كي لا ينتابني ذلك الشعور، فأصبحت أنام بالصالة إذا دعت الحالة، لأني على يقين بأن الكل سوف يلاحظني إذا أصابني شيء، أصبح الأمر مزعجا بالنسبة لي، وأصبحت وكأني أسيرة المرض وأبحث عن علاج.

بماذا تنصحونني، وخصوصا أن أهلي يعارضون فكرة زيارة طبيب نفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جميلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا لا أعتقد أنك مريضة، هذا الذي يحدث لك هو نوع من التقلبات الوجدانية، ولديك ميلٌ نحو القلق والمخاوف، وكذلك الوسوسة البسيطة، ولديك ما يُسمى بالتأثير الإيحائي، يعني أنك إذا مررت بموقفٍ معيَّنٍ تتأثرين به تأثُّرًا كبيرًا.

هذه الحالات -أيتها الفاضلة الكريمة- تُعالج من خلال التجاهل وتحقير هذا النوع من المشاعر وكذلك المواقف، واستبدال فكر المخاوف والقلق بفكرٍ أكثر رصانة وفائدة، وهذا يأتي من خلال توسيع المعارف والقراءة والاطلاع، والتواصل الاجتماعي، وأن يكون لك برامج ومشاريع مستقبلية، تضعين الخطط التي توصلك إليها، وأن تكوني عضوًا فاعلاً في أسرتك ومؤثِّرًا وإيجابيًا بكل المعاني، وأن تكوني بارَّة بوالديك، وأن تحرصي على صلة أرحامك، وأن تحرصي على أداء صلواتك في وقتها، والمحافظة على الأذكار الموظفة وأذكار الصباح والمساء، والدعاء، وتلاوة القرآن.

هذه الأمور -أيتها الفاضلة الكريمة- كلها تؤدي إلى توازن مزاجي وإلى استقرارٍ نفسي يُساعدُ كثيرًا في التعافي. وأرجو أن تغلقي تمامًا على مشاعر الخوف، ولا توسوسي، الوسواس تُعالج من خلال التحقير، ورفضها التام.

بالنسبة لمقابلة الطبيب النفسي: أنا لا أرى أن هنالك حاجة شديدة لهذا الأمر، لكن قطعًا زيارة الطبيب النفسي والحديث معه حول ما تعانين منه سيكون مفيدًا أيضًا بالنسبة لك، فالأمر متروك لك، الخيار متروك لك.

حالتك بسيطة، أنت لست مريضة، هي مجرد ظاهرة نفسية، وإن شاء الله تعالى باتباعك لما ذكرته لك سوف تتحسَّنُ أحوالك، لكن التغيُّر سوف يكون بطيئًا، لأنك أنت أصلاً لستِ مريضة، إنما هذه الظواهر تحتاج لشيءٍ من الجهد والإرادة والتصميم والعزيمة من أجل التغيُّر، وهذا إنِ استغرقَ وقتًا ليس بالقصير يجب ألا ننزعج لذلك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً