الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أنجح هذه السنة هل بسبب الضربة التي تلقيتها على الرأس؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بنت، عمري 19 سنة، هذه السنة قدمت امتحان البكالوريا، في بداية السنة تلقيت ضربة بالكتاب على رأسي من قبل زميلتي، فشعرت بدوخة وقتها ثم تجاهلت الأمر، فأنا أعاني من النسيان كثيرا، وعدم التركيز، وقدمت الامتحان ولم أنجح، فهل يكون هو السبب أم مجرد وسوسة؟ أنا خائفة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميرا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من فضل الله تعالى أن رأس ودماغ الإنسان الذي يكون في سِنٍّ صغيرة - مثل حالتك - يكون للمخ درجة عالية جدًّا من المقاومة والتحمُّل للضربات والصدمات الخارجية، بعكس الإنسان الكبير في السن، أيُّ ضربةٍ على الدماغ ربما تؤدي إلى نزيف داخلي، أمَّا في حالة مَن هم في سِنِّك، فهذا لا يحدث أبدًا.

أنا لا أتصور أبدًا أن هذه الضربة قد أدَّت إلى تلفٍ عضوي في داخل الدماغ، لكن ربما يكون هناك نوع من التأثير النفسي حدث لك، شيء من القلق، شيء من عدم الارتياح، وهذا جعلك تكونين ضعيفة التركيز.

لا تُوسوسي حول هذا الأمر، وتغاضي عنه تمامًا، تناسيه تمامًا، ركِّزي في بعض الأمور حتى يتحسَّن تركيزك، وأهمُّ شيء تعتمدين عليه هو النوم الليلي المبكر، النوم الليلي المبكر يُساعد كثيرًا في تحسين التركيز، خاصة إذا صلَّى الإنسان الفجر حاضرًا.

عليك أيضًا بممارسة تمارين رياضية، وممارسة تمارين استرخائية، وتنظيم الغذاء، هذا كله يُساعدك كثيرًا ويُزيل عنك النسيان ويحسِّنُ من التركيز.

قراءة القرآن الكريم بتدبُّرٍ وتركيز أيضًا تُحسِّنُ من تركيز الإنسان، قال تعالى: {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم} وقال: {واذكر ربك إذا نسيت} وقال: {قد أفح من تزكَّى * وذكر اسم ربه فصلَّى} وقال: {واذكروا الله كثيرًا لعلكم تُفلحون}.

هذا هو الذي تتبعينه، ولا أعتقد أن هنالك علَّة عضوية في حالتك، لكن إذا لم تتحسَّن أحوالك في خلال شهرٍ من الآن مثلاً، هنا أقول لك: يجب أن تذهبي وتقابلي الطبيب من أجل إجراء بعض الفحوصات التي سوف تُطمئنك -إن شاء الله تعالى- والذهاب إلى الطبيب العمومي - أو طبيب الرعاية الصحية الأولية - سيكون كافيًا جدًّا.

لا تخافي، توكلي على الله، وأسأل الله تعالى أن يحفظك، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً