الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أدعو صديقي النصراني إلى الإسلام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب جامعي لا أمتلك الكثير من العلم الديني، إلا أني أستطيع أن أحاور بشكل جيد في دائرة المنطق والعلم، وعلى هذا فقد دعوت صديقا لي مسيحيا إلى الإسلام، وبدا لي أنه متدين، ويحب المسيحية لدرجة أنه أهداني كتابا لكاتب غربي يتحدث عن المسيح -عليه السلام-.

قرأت الكتاب ولقيت فيه الكثير من الأخطاء الفادحة سواء على الدين أو العقل. ولا أريد أن أقوم بإفحامه، ولكن أريد أن أحببه في الإسلام، وأحاول بطريقة جميلة ألا أترك له خيارا حتى يقول: لا إله إلا الله، أو يكفر!

بدا لي أنه باحث عن الحق، وغيور على المسيحية، فلا أريد أن أثير مشاعره فيشتد على دينه، ويرفض الإسلام، أريد من سماحتكم مساعدة بشكل متواصل، أو وضع خطة شاملة؛ لكسب هذا الرجل، فقد يسلم من خلفه الكثير من أصدقائه المسيحيين.

كيف أقنعه بأن المسيحية خطأ؟ ومن أي منطلق أبدأ؟ وما هي أهم الأمور التي أركز فيها؛ كي لا يضيع الحوار في تفاصيل تافهة؟ ومن أي منطلق أدخل له الإسلام؟ وما الأخطاء التي يجب تجنبها في طرح المواضيع؟ علما أنه مثقف ويفهم بالعلم، وإذا كان هناك كتاب باللغة الفلبينية أو الإنجليزية يخاطب المسيحية بشكل مقنع، فأتمنى إرساله لي، أو التواصل معي عبر الإيميل.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر الاهتمام بأمر صديقك وبأمر دعوته إلى الإسلام، ونسأل الله أن ينفع بك صديقك والأنام، وأن يجمعنا مع رسولنا في الجنة دار السلام.

ليت الموحدين أدركوا أن رسالتهم ممتدة، وأن نجاتنا في العمل لنصرة هذا الدين الذي اجتهد الصحابة والتابعين في نشره حتى وصل بها إلى وسط أوربا، والسند، والهند، وبلاد الروس...، فعلوا كل ذلك سعيا على أقدامهم، وركوبا على الدواب، وعجزنا نحن في عصر الطائرات والإنترنت عن مواصلة المسيرة في إبلاغ الدين. ونسأل الله أن يغفر لنا.

ومن هنا فنحن نحيي مشاعرك النبيلة، ورغبتك الرائعة في إبلاغ الإسلام، ونؤكد لك أن سلوكنا كمسلمين هو أكبر دعاية للدين إذا تمثلنا قيم الدين، وطبقناه كما فعل سلفنا الأبرار.

وننصحك:
1- بالدعاء له.
2- إعلامه بتقديرنا للمسيح -عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه-، ووضح له أن إيمان المؤمن لا يكتمل حتى يؤمن بعيسى وبسائر الأنبياء، عليهم صلاة رب الأرض والسماء.
3- احرص على أن توضح له قيم الإسلام ومبادئه العظيمة.
4- بيّن له صورا من سماحة الإسلام ورحمته، لأن هناك من يشوش على جمال الدين، والمصيبة أن الناس لا يأخذون بقيم الدين، ولكن يهتمون بتصرفات من ينتمي إليه.
5- الاستمرار على طريقتك في عدم استعدائه، والله سبحانه يقول: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم}
6- التواصل مع موقعك، وخاصة قسم اللغة الإنجليزية.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

لقد أسعدتنا هذه الاستشارة، ونتمنى الاستمرار في التواصل مع الموقع؛ حتى يوفر لك الإخوة الأفاضل موادا علمية تساعد في توضيح الإسلام، ونشرف بمشاركتك شرف الدعوة إلى الإسلام.

نسأل الله أن يهديك، وأن يثبتك، وأن يجعلنا وإياك سببا لمن اهتدى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً