الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو البديل الذي يعينني على ترك المواقع المحرمة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعلم أن المواقع الإباحية محرمة، فما هو بديلها للمراهقين؟ وما هي كيفية التخلص منها؟ وهل ممارسة العادة السرية حرام بدون قذف؟

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ emad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

اعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يحرم شيئًا إلا ويحل لعباده ما يغنيهم عنه ويكفيهم، وعلى الإنسان المسلم العاقل أن يقنع نفسه بهذه الحقيقة، وأن فيما أباحه الله تعالى كفاية وغنية، فالله تعالى يحل الطيبات، ويحرم الخبائث، يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه، والشيطان وأولياؤه يدعون إلى النار، والله تعالى يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ومن وصايا القرآن العظيمة ونصائحه البليغة للشباب الذين لا يجدون من الزواج ما يعفون به أنفسهم، من وصايا القرآن العظيمة قول الله تعالى: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله}، فأمرهم الله تعالى بالاستعفاف، وسلوك الطريق التي تعينهم على العفة، والبعد عن الأسباب الداعية إلى الفاحشة والقبائح، ووعدهم سبحانه وتعالى بأنهم إذا فعلوا ذلك فإنه سيغنيهم من فضله.

والنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء)، فأرشد الحديث إلى أنه إذا غض الإنسان بصره؛ فإنه سيسلم -بإذن الله تعالى- ويغنم، وقد قال الله سبحانه: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم}، أي: أطهر وأنفع وأبرك.

فهذا هو الطريق الصحيح الذي ينبغي أن يسلكه المسلم، لا سيما الشاب المسلم الذي هو في سنك، تتجاذبه الغرائز والشهوات، ويتربص به الشيطان بمكائده، ويجد في مجتمعه وواقعه من أسباب الفتنة ودُعاة الفاحشة الشيء الكثير، فهو أحوج ما يكون إلى أن يصبر ويجاهد نفسه من أجل رضا الله، مستعينًا بالله تعالى، متوكلًا عليه، متضرعًا إليه بأن يحفظه، فإذا فعل ذلك فإن الله تعالى سينجيه ويأخذ بيده، فقد قال سبحانه في كتابه الكريم: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.

وطريق التخلص من هذه الآفات والفواحش -أيها الحبيب- أن تتعرف إلى الشباب الصالحين، والرجال الطيبين، فتقضي أوقاتك معهم، وتحضر مجالس الذكر والعلم ما استطعت؛ فإن شغل النفس بالنافع يصرفها عن الضار الفاحش.

ومن ذلك أيضًا: أن تقلل خلوتك بالأجهزة التي يمكنك من خلالها مطالعة الحرام، وإذا احتجت إلى مطالعة شيء فاحرص على أن تفتح هذه الأجهزة في حضور أناس بجانبك؛ حتى يكون ذلك عوناً لك على ألا تنجر وراء دعوات الشيطان إذا خطرت لك، نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

وأما ممارسة العادة السرية، فجماهير العلماء يرون بأنها حرام؛ لأنها من صور الاعتداء الذي حذر منه القرآن، وبالجملة فإنه لا خير فيها يرجى، ولا تخفف شهوتك عنك، بل هي داعية إليها، وسبب في استعارها واضطرام نارها، فجنب نفسك منها؛ تفز، وتحفظ دينك وتحفظ بدنك.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • محمد

    باركالله.فيك.على.هذه.النصيحة.الراقية
    للاءمةالاسلامية

  • مجهول محمد

    شكراعلى هذي النصيحه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً