الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصيب خالي بحزن شديد بعد وفاة زوجته.. كيف أخفف عنه أحزانه؟

السؤال

السلام عليكم

قبل شهرين توفيت زوجة خالي في ولادة بنتها الثالثة، والآن خالي في حالة حزن شديدة، وأحيانا يكون جيدا، وأحيانا أخرى يحزن حزنا شديدا لدرجة أنه يمتنع من الطعام والنوم.

هل من طريقة تجعله ينسى أو يخفف عنه الحزن، وهو الآن مخطط للزواج، ولكن -الله أعلم- متى؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا بشأن خالك، أعانه الله وخفف عنه.

من الطبيعي أن يشعر الإنسان الذي فقد زوجته وشريكته في الحياة بما يشعر به خالك ويمرّ به، ونرى عادة هذا الشخص يفكر طويلا فيما جرى، وكيف كانت الزوجة، وقد ينفعل بالبكاء والنحيب. وكل هذا طبيعي طالما أن الوفاة قد تمت منذ شهرين، وقد يستمر هذا لستة أشهر تقريبا.

إن ما يمرّ به خالك هي حالة من أسى الفقدان، لوفاة زوجته -رحمها الله-. وإن ما يشعر به، وربما شعر به آخرون من أفراد الأسرة لوفاة هذه السيدة، إنما هو انفعال وتأثر لما حدث، فهو والكثير من أفراد الأسرة عندهم مشاعر أسى وحزن، وإن كان هو ربما أكثرهم تأثرا.

وما يعينه على التكيف مع هذه الحال عدة أمور، ومنها:
الانتباه لهذا الأمر الذي ذكرته، وبهذا المعنى يكون حزنه هذا صحيّا؛ حيث يساعده على تفريغ الكثير من الشحنات العاطفية والمشاعر المكبوتة.

الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينه هو: أن تتحدثوا معه عن زوجته -رحمها الله- وليس كما يظن البعض من أن تجنب الحديث عنها هو الأفضل، وليس هذا بصحيح، ومن الطبيعي أن هذا الحزن أو الأسى سيأخذ حدّه مع الوقت، ومن ثم يبدأ بالتراجع شيئا فشيئا.

ثالثا مما يعينه أيضا، وخاصة عندما يشعر بالحزن الشديد هو: القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، من مثال الجلوس في حالة استرخاء، وتلاوة بعض آيات القرآن الكريم والدعاء، والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعده على تخفيف هذه الأعراض.

وفقكم الله، ويسّر لخالك تجاوز ما هو فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وسيتجاوزها، ولو كان بعد بعض الوقت. وأحسن الله إليكم في دعائكم لهذه السيدة -رحمها الله ورحم أموات المسلمين-.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً