الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أتوقف عن الدواء وأبدأ بتغيير سلوكياتي، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(6) سنوات أمضيتها في علاج القلق، ومررت بانتكاستين، ورجعت للدواء.

الآن لي شهر ونصف على دواء (فكسال اكس أر 75) يوميا، وأريد أن أتوقف عنه، وأبدأ بتغيير سلوكياتي بالكامل وتفكيراتي جميعها بدون ضعف وقلق زائد -بإذن الله تعالى-، وأريد مشورتكم في كيف يكون التدرج الصحيح للتوقف عن العلاج؟ لأن الدكتور الذي أراجعه في إجازة، وأنتم خير ناصح، وأنا -بإذن الله- أعقل ما أقول، ومتأكد بأن المستقبل أجمل وأجمل، ورغبتي سوف تتحقق بالسلوك الحسن والصبر -بإذن الله تعالى-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأدوية هي إحدى الخيارات لعلاج القلق، وهناك خيارات أخرى كالعلاج النفسي.

والعلاج النفسي له عدة أنواع:
1) العلاج النفسي التدعيمي، أي بمجرد التحدث مع شخصٍ آخر -صديق أو مهني- عن مشاكلك، فإن هذا يُساعدك بتفريغ ما يعتمل في داخلك من قلق وتوتر.

2) تعلم الاسترخاء النفسي، خاصة في حالة القلق. تعلم الاسترخاء النفسي إمَّا بالاسترخاء العضلي، أو الاسترخاء بالتنفس، يُساعد أيضًا على التخلص من القلق والتوتر، إذ أن هناك نظرية بأن الضِّدَّين لا يجتمعان، فإنك لا تجلب القلق لنفسك، ولكنك إذا استطعت أن تسترخي فلا يجتمع الاسترخاء والقلق.

3) هناك أشياء مثل الرياضة، خاصة رياضة المشي، فهي تجلب الاسترخاء، وكما ذكرت أنت: اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، من المحافظة على الصلوات، والذكر، وقراءة القرآن، فإنها تجلب الطمأنينة للنفس، والاستسلام للقدر ولمشيئة الله، فإنها تُخفف كثيرًا من الهم الذي يحمله الإنسان والخوف من المستقبل والمجهول. هذا من ناحية.

الدواء الذي تستعمله فعلاً هو مضاد للقلق والاكتئاب، وهناك عدة طرق للتوقف التدريجي عن الأدوية، إحدى الطرق هي: إمَّا أن تبدأ في تخفيض الجرعة، فأنت الآن تأخذ خمسة وسبعين مليجرامًا، فيمكنك أن تُخفض الجرعة، ولا أعرف إذا كانت هذه الحبة يمكن أن تُقسم أم لا، ولكن النظرية هي ألا تُخفض أكثر من ربع الجرعة، أي خمسة وعشرين من الجرعة في المرة الواحدة، خمسة وسبعين مليجراما ربعها حوالي عشرين أو ثلاثة وعشرين مليجرامًا، وبعد ذلك تخفض ربع الجرعة كل أسبوع، ويمكن أن تُوقف العلاج تمامًا في خلال أربعة أسابيع. هذه إحدى الطرق.

الطريقة الأخرى هي: أن تبدأ بحذف أيام محددة، الآن تستعمل حبة يوميًا، فيمكن أن تحذف يومًا من كل أسبوع، الأسبوع الأول تأخذ ستة حبات في الأسبوع بدلاً من سبعة حبات، أي تحذف يومًا في أول أسبوع، وفي الأسبوع الثاني تحذف يومان، الأسبوع الثالث تحذف ثلاثة أيام، والأسبوع الرابع تحذف أربعة، ثم تحذف خمسة في الأسبوع الخامس، ثم في الأسبوع السادس تحذف، إلى أن تتوقف نهائيًا، وكل شخصٍ يختار الطريقة التي تُريحه، ما دام القصد هو التوقف النهائي عن العلاج.

ولكن كما ذكرت محاولة التوقف عن العلاج يجب أن يصحبها العلاجات الأخرى التي ذكرتها في أول الرسالة من علاجات نفسية واسترخاء، وهلمَّ جرًّا.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً