الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حتى لا تجري ألستنا دون فهم بالاستغفار والتسبيح والصلاة على الرسول، هلا شرحتم معناها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

كل الدعاة والمصلحين يدعوننا لترديد الاستغفار والتسبيح، والصلاة على سيدنا النبي –صلى الله عليه وسلم- في كل زمان ومكان، ويقولون: بها ترزقون المال والأولاد، وتزيل الهم والغم. وجلنا جاهلون بهذه المقاصد، والقليلون يرددونها على شفا أفوههم، ألا توضحون لنا كيفية الاستثمار فيها؟ وحقيقة قولها واستدلال معانيها حتى لا تجري فقط على ألسنتنا هكذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.

وقد أصبت كبد الحقيقة -أيتها الأخت الكريمة- حين أدركت بأن هذه العبادات العظيمة من الاستغفار، والتسبيح، ونحوها حتى تؤتيَ كامل ثمرتها، وينتفع بها الإنسان تمام الانتفاع، ينبغي أن يؤديها على الوجه المطلوب الذي أراده الله تعالى من حضور القلب واستحضار ما فيها من المعاني، فكلما كان القلب حاضراً مقبلاً على الله تعالى كان للذكر والدعاء والاستغفار كان الأثر الأعظم، ونسأل الله أن يرزقنا الخشوع، وحضور القلب، وأن يعيننا على إحسان عباداتنا.

ومن أسباب حضور القلب والخشوع أن يعلم المسلم معاني الألفاظ التي يرددها ويتعبد لله تعالى بها، فالاستغفار معناه: طلب المغفرة، والمغفرة: مأخوذة من الفغر وهو الستر .فالإنسان يطلب من الله تعالى أن يستر ذنوبه فلا يفضحه بها، وأن يجنبه شرورها وعواقبها، فهذا مأخوذ من المِغْفَرْ الذي يوضع على الرأس لستره وحمايته، فعندما يقول المسلم أستغفر الله فإنه يطلب من الله تعالى هذين الأمرين: أن يستر عليه الذنوب، وأن يقيه من شرورها.

والتسبيح معناه: التنزيه لله تعالى عن النقائص والعيوب. فإذا قال الإنسان: سبحان الله، فإنه يقول: أُنزهك يا الله وأبَرِؤُك من كل نقص وعيب، فإذا قال: وبحمده، فإنه بالكلمة الثانية يثبت لله تعالى كل كمال، فهاتان الكلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن، كما قال نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام-، إذ بهما يثبت الإنسان لله تعالى كل كمال، وينزهه ويبرؤه من كل نقص وعيب.

وأما الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فمعناها: طلب الدعاء له، والصلاة من الله تعالى الثناء، ومن المخلوقين الدعاء، فعندما نقول: اللهم صلي على نبينا محمد، معنى كلامنا هذا: اللهم أثني عليه في الملأ الأعلى، واذكره بما يليق به يا ربنا، ويكون الجزاء أن الله تعالى يصلي على هذا العبد الذي صلى على النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أخبرنا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- إذ قال: (من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا).

وذكر الله تعالى واستغفاره وكثرة الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- أسباب أكيدة لتحصيل السعادة، وطمأنينة النفس، وتوسيع الأرزاق، وهذا لا يعني أنها الأسباب الوحيدة، ولكنها من جملة الأسباب التي يتوصل بها إلى هذه المقاصد، مع الأخذ بالأسباب الأخرى التي جعلها الله عزَّ وجلَّ أسباب لما يريده سبحانه من رزق هذا الإنسان من مال وولد.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يوفقنا وإياك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً