الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجهضت ولم يتوقف النزيف، هل هناك بقايا حمل أم اضطراب في الهرمونات؟

السؤال

السلام عليكم

حملت قبل سنة بتوأمين متطابقين، وفي بداية الشهر الرابع توفي أحد التوأمين، وبعد فترة حصل استسقاء للتوأم الثاني وتم إنزاله في بداية الشهر الخامس، وبعد ذلك قال لي الدكتور: إن الرحم نظيف، ولكن استمر النزيف 77 يوما، وبعدها قرر الطبيب إجراء عملية تنظيف للرحم (كحت الرحم)، وتمت العملية، وتوقف النزيف بعد 7 أشهر، فحملت وأجهضت في الشهر الأول، ثم قمت بإجراء الأشعة على بطني ومهبلي، وقال الدكتور: لا توجد بقايا للحمل، ولا يوجد حمل خارج الرحم، والآن صار لي 20 يوما ولم يتوقف النزيف، أجريت تحليل p hcg وظهر 200، وبعد يومين قمت بإعادة التحليل مرة أخرى فظهر 180، فأنا لا أدري ما سبب النزيف المستمر؟ علما أنه يقل أحيانا وأحيانا يزيد، هل يعني ذلك وجود بقايا حمل أم أنه اضطراب في الهرمونات؟ وجزاك الله خير يا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإجهاض المتكرر له أسباب عديدة من بينها خلل الكروموسومات، أو الجينات الوراثية، وإذا حدث أي خلل في الشفرة الوراثية للجينات فإن ذلك يؤدي إلى تكون جنين به بعض الأمراض الوراثية، ويصبح غير قابل للحياة، وقد يموت الجنين في الشهور الأولى وقد يظل حتى الثلث الثاني من الحمل، ولذلك ننصح دائما بتأجيل الحمل بعد الإجهاض الأخير لمدة 6 شهور على الأقل إن لم يكن أكثر؛ للتخلص من آثار الحمل الأول، ونسيان تجارب الحمل السابقة.

ومن أسباب الإجهاض أمراض الفيروسات مثل CMV، وكذلك مرض Toxoplasmosis، كذلك فإن الالتهابات المزمنة في الحوض والفرج من بين أسباب الإجهاض المتكرر، ولذلك يجب المتابعة مع الطبيبة المعالج، وفحص هرمونات الغدة النخامية، وهرمونات المبايض، وهرمونات الغدة الدرقية، حيث أن الكسل في وظائف الغدة الدرقية يؤدي إلى الإجهاض، وفحص الأجسام المضادة لمرض الفيروسات CMV، والمرض المتعلق بالقطط Toxoplasmosis، ومتابعة المبايض، والرحم بالسونار لمعرفة حالة المبايض وهل هناك تكيس أم لا؟

ويفضل زيارة الطبيبة المعالجة، وعمل عملية تنظيف للرحم؛ لأن بقايا الحمل خصوصا لو كان حملا عنقوديا يؤدي إلى ارتفاع هرمون الحمل حتى بعد الإجهاض، وفي الوقت ذاته من المهم علاج وتوقف النزيف؛ حتى لا يؤدي إلى مزيد من فقر الدم.

ولإعادة التوازن الهرموني وإعادة بناء بطانة الرحم يمكنك بعد عملية التنظيف واستقرار الحالة تناول حبوب منع الحمل ياسمين أو كليمن لعدة شهور، ثم تناول حبوب دوفاستون، وهي هرمون بروجيستيرون صناعي وجرعتها 10 مج تؤخذ قرصا واحدا مرتين يوميا، من اليوم 16 من بداية الدورة حتى اليوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 إلى 6 شهور، مع ضرورة استعمال العازل الطبي لمنع الحمل أثناء فترة تناول الدوفاستون.

مع تناول أقراص جلوكوفاج 500 مج مرتين يوميا بعد الغداء والعشاء؛ للمساعدة في علاج التكيس، وضبط مستوى الهرمونات، وتنظيم الدورة الشهرية، مع تناول حبوب Fesrose F التي تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، مع أخذ حقنة واحدة من فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل كل 6 شهور؛ لأنها مهمة للتقوية العظام، وللوقاية من مرض الهشاشة فيما بعد.

كذلك يجب الاهتمام بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، مع تناول أعشاب البردقوش والميرامية، وحليب الصويا، ولكل ذلك بعض الخصائص الهرمونية التي تساعد في علاج التكيس وتحسين التبويض، وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية.

مع التزام الدعاء والاستغفار قال الله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا*يرسل السماء عليكم مدرارا*ويمددكم بأموال وبنين*ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً