الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يوجد تحليل يكشف الوسواس القهري؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل يوجد تحليل يوضح إن كان الإنسان مصاباً بمرض الوسواس القهري، أو أي شيء آخر يوضح ذلك؟ ويوضح أيضاً المدة التي أصيب بها بالوسواس القهري؟ وهل يوضح التحليل أيضاً إذا كان الشخص تحسنت حالته؟ وهل إذا تحسنت حالته ثم انتكست؛ هل هذا دليل أنه شفي من الوسواس القهري ثم رجع إليه الوسواس، أو أنه في الأساس لم يشف منه؟

وإن لم يوجد أي شيء يُثبت أنه مصاب بالوسواس القهري، فكيف أستطيع أن أقنع المصاب بالوسواس أنه مصاب بهذا المرض؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تقييم حالات الوسواس القهري بداية من تشخيصها ومتابعتها لمعرفة درجة التحسُّنِ؛ يتم من خلال الفحص الإكلينيكي المباشر، أي المعاينة والمناظرة التي يُجريها الطبيب النفسي صاحب الخبرة في هذا المرض، كما أنه توجد اختبارات نسميها بالاختبارات النفسية، ومنها اختبار يُسمى (YBOSC) وهو من الفحوصات المعروفة جدًّا، والمقاسات النفسية التي يُعتمد عليها كثيرًا في تشخيص وتأكيد وجود الوسواس القهري، وكذلك متابعة الحالة ودرجة تقدُّمها، والأهم قطعًا سيكون هو المعاينة الإكلينيكية المباشرة، هذه هي الطريقة التي يُعتمد عليها.

أما بالنسبة للمختبرات والاختبارات الأخرى؛ كقياس الدم أو الصورة المقطعية، فهي ليست مفيدة كثيرًا فيما يتعلق بتشخيص الوسواس القهري.

الشخص حين يحسُّ بالتحسُّنِ؛ يكون ذلك واضحًا جدًّا بالنسبة له، فيقلّ قلقه، وتكون الأفكار أو الأفعال أقلَّ حِدَّة، كما أن فعاليته في الحياة تكون أكثر، لأن الوسواس القهري مرض مُعيق، مرض معطِّل، مرضٌ يستحوذ على الإنسان. هذه يمكن أن تكون معايير قياسية جيدة لمعرفة درجة التحسُّنِ.

إقناع الشخص المُصاب بالوسواس يكون من خلال مناقشة التشخيص معه، والتشخيص له معايير إذا توفرتْ يستطيع الطبيب أن يقنع الإنسان بأنه يعاني من الوسواس القهري.

ويا أخِي الكريم: هنالك نقطة هامة جدًّا يجب أن أنبِّه لها، أن هنالك الكثير من الظواهر السلوكية والنفسية التي قد تُشابه الوسواس القهري، مثلاً في مجتمعاتنا، الناس تعتبر حديث النفس وسواسًا قهريًا، هذا ليس صحيحًا، بعض الذين يسمعون بعض الأصوات الهلوسية الناتجة من أمراض أخرى، يعتبرون أن ذلك وسواسًا، هذا ليس وسواسًا، الشكوك الظنانية والشكوك المرضية قد يُسميها بعض الناس وساوس، وهي ليست وساوس قهرية.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً