الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطراب شخصيَّتي سبب لي رهابًا اجتماعيًا

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 27 سنة، منذ الصغر كنت شخصا خجولا قليل الاختلاط، وبعد الزواج ازدادت الحالة تصاعديا، إلى أن أصبحت عاجزا عن الاختلاط والخروج من البيت، وأصبح عندي اكتئاب شديد، ورهاب أشد، ولا أستطيع الإمامة والأكل، ولا التحدث أمام الناس، ويصير عندي تلعثم، وتسارع بضربات القلب، وتعرق.

وقد جربت كثيرا من العلاجات، ولم أستفد شيئا، ولا أستطيع اتخاذ قرار، وإبداء رأيي، وأتصرف بناء على رغبات وانفعالات غيري، وأشك أنني ضعيف الذات والشخصية، وليس لدي القدرة على الدفاع عن نفسي.

أرجو منكم تشخيص وعلاج حالتي.

وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: واضح من رسالتك أن عندك مشكلتين:

• المشكلة الأولى: هي في شخصيتك، أو ما نسميه نحن بسمات الشخصية، فعندك مجموعة من السمات السالبة في شخصيتك –كما ذكرت– وهي الخجل الشديد، والضعف، وعدم القدرة على إبداء الرأي، والإحساس بالدونية أمام الآخرين، وعدم الثقة بالنفس، وكما ذكرت فإن هذا منذ أن كنت صغيرًا وما زالت معك، هذه سمات شخصية سالبة.

• المشكلة الثانية: ما عانيت منه من رهاب اجتماعي، مشكلة الإمامة في الصلاة والتحدث أمام الناس، وحدوث ضربات في القلب وارتباك.

فإذًا هناك مشكلتان، وسمات الشخصية السالبة لا تُحل أو لا تُعالج بالأدوية على الإطلاق، علاجها نفسي مائة بالمائة، يجب عليك أن تقابل طبيبًا نفسيًا له دراية بالعلاج النفسي، أو معالجًا نفسيًا، كي يُساعدك في تغيير هذه السمات الشخصية السالبة إلى سمات إيجابية، وهذا يُعرف بتقوية الشخصية، أو بدروس تقوية الشخصية، أو التحكُّم في النفس، وهذه معروفة، وتقع في دائرة العلاج السلوكي المعرفي.

يجب أن تقابل الطبيب لعدة جلسات، وسوف يُعطيك تمارين وإرشادات مُحددة تُمارسها في حياتك العامة، ويبدأ عادةً بأشياء صغيرة لا تُكلفك مجهودًا، ويمكنك تنفيذها، وكلما تنفذ شيئًا صغيرًا أو بسيطًا تكتسب ثقة بنفسك، ومن ثم تُنفذ شيئًا أصعب منه، ثم أصعب، ثم أصعب، حتى تستطيع أن تتغلب على معظم هذه الأشياء بإذنِ الله.

أما بخصوص الرهاب الاجتماعي فأيضًا له نوعان من العلاج، علاج أيضًا سلوكي معرفي، وقد يتماشى مع علاج سمات الشخصية، أي تُعطى لك طريقة لمواجهة المواقف بصورة متدرجة من الأقل صعوبة ثم الصعب ثم الأصعب.

لم تذكر لي ما هي الأدوية التي استعملتها، ولكن عادةً إذا عُدت إلى بعضٍ منها واستعملت دواء واحدًا مع هذه العلاجات النفسية -التي ذكرتُها– فهذا قد يكون مفعوله أحسن، لأنه ذُكرتْ في مُعظم الدراسات أن الجمع بين الأدوية والعلاج النفسي هو أفضل من العلاج بالأدوية لوحدها، وهذا في الرهاب الاجتماعي، أما مشاكل الشخصية فلا تُعالج إلا بالعلاج النفسي فقط.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً