الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابنتي لم تنجح في شهادة البكالوريا، ما الطرق التي تحسن مستواها وتساعدها؟

السؤال

السلام عليكم

فرق بين النجاح والرسوب، والانتقال من مرحلة إلى مرحلة يختلف، فعند النجاح أو التفوق تشعر كأن الدنيا كلها بجانبك وتخدمك، وتزداد الطموحات والآمال، والعكس عند الرسوب تحس أن الدنيا توقفت، واسودّت في طريقك، ولا طريق أمامك، فتفشل وتفقد الأمل، وتتوقف نفسيا، والخروج من هذا يتطلب منك شخصية قوية -أنت فاقدها-.

ابنتي بعمر تقريبا (18) سنة، لم تنجح في شهادة البكالوريا لهذه السنة دورة جوان (2015) شعبة علوم تجريبية، خيبت آمالنا وأملها! وبطبيعة الحال تألّمنا، وتألّمت بدون أن نشعرها بشيء. وعلى الرغم أني أعرف أنها ستعيد السنة، لكن أفكارا سلبية تجتاحني، وتسيطر علي هذه الأيام، كعدم قدرتها على اجتياز هذه العقبة في المرة القادمة؛ لأنها -وحسب رأيي- لا تكثر الاهتمام، أو أنها تعاني من مادة الرياضيات التي أراها مهمة، وهي بوابة النجاح بنسبة مهمة، وأعرف أنها باستطاعتها مواكبة الفيزياء والعلوم، إلا أني لا أعرف كيف أنصحها بالاهتمام بهذه المادة (الرياضيات)؟ وما هي الطرق السليمة والناجحة للمطالعة في تحسين مستواها والنجاح بإذن الله؟

دائما أبحث وأجتهد في إيجاد الحلول، واتباع الإرشادات الهادفة والقيمة التي تساعدوننا بها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Said حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك ولابنتك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم، أولاً، نقول لك: الحمد لله على نعمة الصحة والعافية، فما دامت الصحة موجودة؛ فسيهون ما تبقى، ونحمد لك اهتمامك ومساندتك لابنتك، وتشجيعها على النجاح والتفوق، والحمد لله على هذا الطموح الكبير لتحقيق أسمى الأهداف والرغبات، فهذا في حد ذاته من أهم عوامل النجاح. والطالب عليه أن يقيس نجاحه بقدراته واجتهاداته، والوقت الذي بذله في المذاكرة حتى يكون راضياً عن نتيجته، وبما قسمه الله له، وليس عيباً أن تتدنى درجاته، أو يفشل مرة ومرتين، بل العيب أن يستسلم لهذا الفشل، ولا يقوم باكتشاف الأسباب، ومحاولة علاجها. فالكثير من العلماء فشل عدة مرات، ولكنهم في النهاية حققوا ما يريدون.

ولتكن نظرتك -أخي الكريم- للامتحان بأنه وسيلة تقييمية للطالب، وليست غاية، إنما الغاية هي تعلم العلم، ورب ضارة نافعة، من يعلم؟ فربما يكون الخير في السنة القادمة إن شاء الله.

وتحديد المشكلة وأسباب الفشل يعتبر الخطوة الأولى في تدارك الأخطاء السابقة، فإذا كانت المشكلة هي عدم الاهتمام بالمذاكرة بصورة عامة، والرياضيات بصورة خاصة، فالأمر يتطلب مجموعة من المعالجات:

أولاً: بالنسبة للرياضيات لابد من السعي في تغيير اتجاهات الطالبة نحو الرياضيات، فبعض الطلاب لديه اتجاه أو اعتقاد مسبق بأن مادة الرياضيات صعبة؛ فيعطي رسالة سلبية للدماغ بأن الأمر صعب، ويعمل الدماغ على ضوء هذه الرسالة، ويأتي الشعور بالعجز، ومن ثم تعطيل التفكير.

الأمر الثاني: أن بعض الطلاب لم يكن لديه المعرفة بأساسيات المادة، فكما تعلم أن هذه المادة أو مقرراتها مرتبطة مع بعض من المرحلة الابتدائية، ثم الإعدادية، ثم الثانوية، فأي خلل في جزء من الأجزاء يؤثر على الذي بعده، فنرشدها باكتشاف الخلل الأساسي، ومحاولة معالجته، وليس عيبا أن يرجع الطالب للمقررات السابقة.

الأمر الثالث: لكل مادة طريقة معينة في المذاكرة، فمثلا: مواد العلوم الاجتماعية أفضل طريقة لمذاكرتها التلخيص والمناقشة، واللغات الممارسة، ومواد الحفظ التكرار، والرياضيات حل التمارين، لذلك فلتكثر من حل التمارين.

نسأل الله تعالى لها التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر سعيد

    السلام عليكم:
    مشكوريين على هذا الجهد الجبار فمهما اثنينا عليكم فتستحقون اكثر فأنتم الغدوة الحسنة لنا ولابنائنا وكما دائما تتمنونا لنا التوفيق والنجاح فأحسنتمومنا كل حير من رب العالمين ,

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً