الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأحلام المزعجة في النوم هل هي أعراض مس شيطاني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة الأعزاء: أرجو أن تجيبوني على استفساري بسرعة، حفظكم الله ورعاكم.

أرى مرات أحلاماً مزعجة مثل أني أطير في الهواء، أو أن هناك كلاباً تلاحقني، وتريد أن تعضني، ولكني أنجو، وأرى مرات حيات أو بقراً، ولا أرى ذلك دوماً، لكني أرى هذه الأشياء على فترات متقطعة.

أرى مرات أنني في مكان مرتفع، ولا أعرف كيف وصلت إليه، وأخاف جداً من وجودي هناك، كما لاحظت قريباً أنني أستيقظ وأنا عاض للساني (حدث ذلك أكثر من مرة)، ووجود زيادة في عدد دقات القلب.

علماً بأني عملت فحصاً كاملاً للقلب، ولا توجد مشكلة ولله الحمد، فهل هذه أعراض مس شيطاني؟ وإن كان الأمر كذلك فما الذي تنصحونني به من رقية أقرؤها على نفسي حتى يشفيني الله بمشيئته تعالى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإنسان العادي يقضي تقريبًا 20% من وقت النوم في أحلام، وهناك بعض الناس لا يتذكرون أحلامهم، لذلك يقولون: إننا لا نحلم. بل هم يحلمون ولكن لا يتذكرونها.

إذًا الحلم في النوم شيء طبيعي، بل يُقال: إنه شيء صحي للحالة النفسية، وعادةً يتكون الحلم من أشياء تحدث لنا في حياتنا اليومية، ولكن تأتي بصورٍ مختلفة.

الأحلام المزعجة –يا أخِي الكريم– تدل على شيء واحد، هو أنك تعاني من قلق ومشاكل في حياتك اليومية، ولذلك ينعكس في شكل أحلام مزعجة، القلق والتوترات اليومية تحدث أحيانًا في شكل أحلام مزعجة، وعادةً الإنسان يتذكر الأحلام المزعجة وينسى الأحلام السعيدة أو الجميلة، خاصة أنك ذكرت أنه يحدث لك أحيانًا خفقان القلب عندما تستيقظ، وخفقان القلب معروف أنه من الأعراض الجسدية للتوتر النفسي والقلق، وكما ذكرت أن فحوصاتك سليمة، وأحيانًا التوتر يكون الإنسان مشدودًا ويقوم يُحرِّك أسنانه بشدة، وهذا ما يجعلك تعض لسانك.

واضح أن هذا كل ما يحدث لك ناتج أو دليل على أنك تعاني من قلق وتوتر نفسي، وقد يكون هناك مشاكل معينة في حياتك، أو هموم معينة هي تُسبب هذه الأشياء.

المسِّ –يا أخِي– هذه أشياء غيبية، لا يمكن للإنسان أن يحكم بها، مسِّ الشيطان وكيف يتعامل معنا الشيطان، هذه كلها أشياء غيبية إلا ما قرره القرآن والسنة المطهرة، أما ما ذكرته فهذا كله يدل على أنك تعاني من قلق وتوتر.

أنصحك بمحاولة عمل استرخاء، كما ذكرت في شكل تمارين رياضية، خاصة رياضة المشي، والمحافظة على الصلوات، وقراءة القرآن والأذكار المرتّبة، كل هذه الأشياء تؤدي إلى الاسترخاء، والتحدث مع الأصدقاء عن مشاكلك النفسية ومحاولة حلَّها، أو عن ما يحدث لك من توترات وقلق في حياتك، فهذا -بإذن الله تعالى- يؤدي إلى تخفيف هذه الأحلام المزعجة، وقد يستبدلها -إن شاء الله تعالى- بأحلام سعيدة.

نومًا هانئًا هادئًا، وأسأل الله التوفيق والسداد.
+++++++++++
انتهت إجابة د/ عبد العزيز أحمد عمر استشاري الطب النفسي وطب الإدمان، وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
+++++++++++

مرحباً بك -أخي الكريم- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لنا ولك العافية.

ما تراه من أحلام مزعجة في المنام هو جزء من الأحلام التي تأتي الإنسان في منامه، فقد أخبرنا النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن الرؤيا ثلاثة أنواع، ومن هذه الأنواع رؤيا من الشيطان، يحاول أن يدخل بها الحزن على نفس المؤمن، فينبغي أن لا يأبه الإنسان بها، وألا يحزن من أجلها، فقد جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبره أنه رأى في المنام أن رأسه قد قطع فتدحرج، وأنه يتبعه، فزجره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتحدث بذلك، وقال: (لا يخبر أحدكم بتلاعب الشيطان به في منامه). أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

هذا شيء من تلاعب الشيطان بالإنسان في المنام، ينبغي للإنسان -أولاً- قبل أن ينام أن يتحصن بذكر الله تعالى، وأن ينام على طهارة، ثم إذا رأى شيئاً من هذه المنامات فلا ينبغي أن يحزن ولا يقلق بشأنها؛ فإن الله تعالى يذهبها، وعليه أن يتأدب بالآداب الشرعية التي شرعها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا المقام، وهي أن يتفل عن يساره، وأن يتعوذ بالله تعالى من شر الشيطان ومن شر هذه الرؤيا ثلاثاً، ويتحول عن جانبه الأول إلى الجانب الآخر، والأكمل من ذلك أن يقوم أيضاً فيصلي، ولا يحدث بهذه الرؤيا أحداً، سواء ممن يحبهم أو ممن لا يحبهم، فإذا التزم بهذه فإنها لن تضره كما أخبر النبي بذلك.

نسأل الله تعالى لنا ولك السلامة والإعانة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً