الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تعرضي لمشاكل عانيت من تساقط الشعر وفقدان للذاكرة، هل من حل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري الآن 29 سنة، وسوف أقوم بوصف حالتي بالتفصيل:
منذ صغري وأنا لدي ذاكرة قوية -ولله الحمد- حتى سن السابعة والعشرين، بعدها واجهت ظروفا قاسية في عملي أرغمتني بالنقل إلى منطقة نائية تبعد عن سكني 120 كلم.

عند عمر 27 سنة، ومع ظروف العمل القاسية علي، حيث كنت مظلوماً في عملي بالرغم من تميزي في مجال عملي، إلا أن الواسطة فوق كل شيء، دمرتني نفسياً؛ حيث كان في مجال عملي شخص أقل من مستواي بكثير، وبسبب منصب أبيه العالي في مجال عملي كنت أواجه منهم القهر والظلم.

في السنة نفسها أرغمني والداي على الزواج من إحدى قريباتي، وكنت لا أحبها فعلاً، لكن لرغبة والديّ لبّيت نداءهم، وتزوجت، وزاد من ضغوطي وتوتري كثيرا لعدم رغبتي بالزواج في هذه الفترة الصعبة من حياتي لضغوط العمل القاسية علي، وقبل حفل الزفاف بأسبوع لاحظت علي أختي وجود تساقط عجيب في شعري، لأن شعري كان طويلاً وجميلاً، وبعد مشاورة أهلي قمت بمراجعة الطبيب المختص في ذلك، ووصف لي علاجا اسمه (أفاجيون) بنسبة تركيز (5 ٪) لا أعرف كتابته بالإنجليزية، وأخبرني باستخدامه مرتين في اليوم، ويفضل قص شعري على مستوى واحد، وقمت بقص شعري لمستوى واحد، وقمت باستخدام الدواء، وهنا المشكلة.

في أول 4 شهور من استخدامي للدواء بدأت أفقد ذاكرتي للأسف، حتى مفتاح شقتي كثيراً ما أضيعه، ومحفظتي، وزوجتي كانت تساعدني في العثور عليهم، وكانت حياتي صعبة جداً؛ حيث انتقلت للعمل في منطقة نائية، والكثير من حولي متفاجئون من تصرفي هذا، فكيف لواحد متميز مثلي يذهب بعيداً؟ والمفترض أن أكون قريباً؛ لكوني متميزاً في دراستي، وفي عملي، لكنني كرهت كل شيء، شعرت بالإحباط والاكتئاب، وانقطعت عن مجالسة أقربائي، وانعزلت لوحدي، ولا أريد مخالطة أصحابي، وأعتبرهم مثل الأعداء، وحياتي انقلبت (180) درجة من السعادة إلى التعاسة.

للأسف كل هذا بفعل شخص تسبب في حالتي هذه، وكل يوم أدعو عليه بأن الله ينتقم منه.

بعد مرور أكثر من 6 شهور لاستخدامي لدواء إنبات الشعر، وإعادة نموه، قررت أن أترك الدواء؛ حيث أنني لم أستفد منه شيئاً، فالشعر ليس أهم من صحتي وذاكرتي التي ضعفت، وتسببت لي بنسيان شديد.

والحمد لله عادت حياتي طبيعية شيئاً فشيئاً، واسترجعت جزءا من ذاكرتي، ومرتاحا في عملي في المنطقة النائية، ولا أرغب بالنقل.

لكن هل هناك علاج يسترجع ذاكرتي مثل السابق؟ علماً بأن الظروف القاسية والتوترات تلاشت من حياتي، ونسيت تجربتي السابقة المريرة، وأفكر بالمستقبل الجميل -ولله الحمد- عما قريب سيرزقني الله بمولود، وسوف أصبح أباً بإذن الله تعالى.

هل تنصحوني بتناول أطعمة معينة؛ لتقوية ذاكرتي؟ وما هي؟

ملاحظة: مضى شهر من انضمامي في ناد رياضي، وأمارس الرياضة والسباحة.

أتمنى أن أجد حلاً لمشكلتي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك واضحة جدًّا، وبالفعل أنت مررت بحدثين مهمين في حياتك، أولهما موضوع النقل لمنطقة نائية، وثانيهما موضوع الزواج بالفتاة التي لا ترغب الزواج بها، هذه قطعًا أحداث حياتية مهمة، والذي يظهر لي أنه أصلاً لديك الاستعداد للتفاعلات النفسية الوجدانية السلبية حين تتعرَّض لبعض المواقف، ومنها ما حدث لك حول مكان العمل والزواج، فهذا أدخلك في نوع من المزاج الاكتئابي، وقطعًا موضوع تساقط الشعر أيضًا له أهميته النفسية، كل هذا أدى إلى بلورة الحالة التي تحدثت عنها.

لكن الشيء الطيب والجميل: أعتقد أنك بدأت في التكيُّف والتواؤم مع وضعك، ومن الواضح أن مزاجك العام قد أصبح جيدًا، كما أنك أصبحت متوائمًا مع ظروف ومكان عملك، وبقي الآن موضوع الذاكرة.

موضوع الذاكرة –أخِي الكريم– أنا مُنذ البداية أقول لك: إنه ليس لديك مشكلة في الذاكرة، ليس لديك مشكلة عضوية أدت إلى خللٍ في تركيزك وذاكرتك، الأمر كله متعلق بحالتك النفسية، القلق، الاكتئاب، عدم الاستقرار النفسي والوجداني، عدم القدرة على التكيُّف، هذا كله يؤدي إلى تشتت الأفكار وتطايرها، ولا تتم عملية تسجيل المعلومات بالصورة الصحيحة والسليمة المطلوبة حين يكون الإنسان قلقًا أو متوترًا.

وهذا يعطيك انطباعًا أن ذاكرتك ضعيفة، ذاكرتك ليست ضعيفة، وبعد ذلك حدث لك (أعتقد) ما نسميه بالقلق التوقعي، أي أصبحت تتوقع أنك لن تستوعب الأشياء كما كان سابقًا، وهذا أدى إلى هذا الوضع.

أخِي الكريم: أنت بخير، التحسُّن الذي طرأ على حالتك يجب أن يكون دافعًا نفسيًا إيجابيًا، وأنصحك بالخطوات التالية من أجل تحسين تركيزك:

أولاً: عليك بالنوم الليلي المبكر. خلايا الدماغ تحدث لها عملية ترميمية كاملة من خلال النوم الليلي المبكر، لذا حين يستيقظ الإنسان مبكرًا –إذا كان قد نام مبكرًا– ويُصلي الفجر، قطعًا يحسُّ باسترخاء ويحسُّ أن ذاكرته مُتقدة، وأن ذهنه غير مُشتتٍ، هذا أمر معروف، حتى أذكرُ أننا في أيام الدراسة –في المدارس والجامعات– كان ينصحنا أساتذتنا بالمذاكرة في فترة الصباح بعد صلاة الفجر، خاصة المواد التي تتطلب الحفظ.

فأخِي الكريم: الراحة لك مهمة جدًّا، والنوم النوم المبكر مهم جدًّا.

ثانيًا: ممارسة الرياضة، الرياضة أيضًا تؤدي إلى تحفيز شديد جدًّا لخلايا الدماغ وبالتالي تحسِّن التركيز عند الإنسان، فيجب أن تُركز على الرياضة، وأن تُخصص لها وقتًا.

ثالثًا: تمارين الاسترخاء: هذه أيضًا تُحسِّن الذاكرة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك أن تطبق هذه التمارين وتستفيد منها كثيرًا.

رابعًا: النظام الغذائي المتوازن والمنضبط.

خامسًا: القراءة، خاصة قراءة وتلاوة ومدارسة القرآن الكريم، قال تعالى: {واذكر ربك إذا نسيت} وقال: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}، وقال تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظةٌ من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدىً ورحمة للمؤمنين}. هذا فيه الكثير من التدعيم لقِواك المعرفية، وتحسين تركيزك.

سادسًا: أنصح بتناول مركب (أوميجا) هو مركب طيب ولطيف، ويُحسن قطعًا التركيز.

بخلاف ذلك لا أرى أنك محتاج لأي شيءٍ آخر، وأنا سعيد جدًّا برسالتك هذه، وثقتك في إسلام ويب، وأقول لك: شكرًا جزيلاً وكل عامٍ وأنتم بخير.
++++++++++++++++
انتهت إجابة د/ محمد عبد العليم استشاري الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة د/ محمد علام استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية
++++++++++++++++
يجب التأكد من توافر العوامل المثالية التي تجعل الشعر ينمو في أفضل صورة بالنسبة لكل شخص، والتأكد من عدم إصابتك بأي مشكلات صحية، أو أمراض تؤثر على نمو الشعر بشكل مثالي مثل الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية الغير صحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق، وغيرها من الأمور الأخرى، ويجب علاج وتدارك تلك الأمور -إن وجدت لا قدر الله- حتى يتوقف التساقط، وبالأخص المشكلات النفسية التي تعاني منها، وسوف يساعدك في ذلك مستشار الأمراض النفسية الفاضل.

أما بالنسبة لمستحضر المينوكسيديل المذكور فيستخدم في الأساس لعلاج الصلع الوراثي، والصلع الوراثي عادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, كما ذكرت في استشارتك، ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل ال (Dermoscope) ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص وبدء العلاج المناسب مبكرا إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي، لأنه إذا تم فقدان الشعر بشكل حقيقي فيكون من الصعب العلاج بالمستحضرات الموضعية، ولذلك يجب تقييم الوضع الحالي بواسطة الطبيب لتحديد الوسائل المتاحة للعلاج.

ليس من المتعارف عليه أن يسبب ذلك المستحضر فقدان بالذاكرة، ولكن لا داعي لاستعمال مستحضر تصورت أنه يسبب لك مشاكل، ويجب احترام ذلك، ومن الممكن مناقشة ذلك الأمر مع طبيبك المعالج، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى وطرق علاجية جديدة، يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.

المعلومات التالية سوف تكون مفيدة في كيفية العناية بالشعر والصحة العامة والتغذية؛ حتى تجعل شعرك ينمو في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعته:

• الاهتمام بالتغذية الصحية (لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن) وشرب كمية كافية من الماء يوميا.

• الاهتمام بالصحة العامة، وممارسة الرياضة لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسط كاف من النوم يوميا.

• غسيل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه على أن يكون التباعد؛ لكي يبقي الشعر نظيفا، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسيل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر، ويمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة والبلسم الخاص بكل نوع، واختر النوع الأنسب لك، الذي يجعل الشعر أسهل في التعامل، والتصفيف بعد الاستحمام، وقد يساهم ذلك في علاج أو التخفيف من مشكلتك.

• يفضل تجفيف الشعر برفق بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضع أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل، والموس، وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنب فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً