الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الخطوات العملية لأتخلص من مشاكلي النفسية؟

السؤال

السلام عليكم.

لي بعض الاستشارات أود أن أطرحها على الموقع.

في البداية أنا شاب، عمري 25 سنة، جامعي، أعاني من اضطرابات نفسية منذ عدة سنوات، تتمثل في تقلب المزاج، حيث في بعض الحالات أشعر بنشاط وحماس زائدين، وسرعان ما أبدأ أشعر بالكسل والخمول، وحتى الشعور باليأس.

كذلك تكاد تنعدم ثقتي بنفسي، وأشعر بالخجل الشديد، وأجد صعوبة بالغة في بناء صداقة مع الآخرين، حتى التواصل مع محيطي بشكل سليم أو عفوي، معظم الوقت أعصابي مشدودة، مع الشعور بالوحدة والعزلة، وليس لدي أي صديق مقرب، ولا أمارس الرياضة، معظم قراراتي أتخذها بتسرع، وغالبا ما تكون خاطئة، وطالما جرتني إلى ما أنا نادم عليه، خاصة ما يتعلق بتخصص تكويني الجامعي.

علما أني نشأت في ظروف اجتماعية معينة من الفقر والمشاكل العائلية المتفاقمة (التشتت العائلي) كما أن أمي توفيت لما كنت بسن 6 سنوات، وتزوج أبي بعد سنتين، وأنا الأصغر بين إخوتي من الأم.

أود منكم بعض النصائح للتخلص أو التخفيف من حالتي، حفظكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ aminos حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بما في نفسك، أعانك الله وخفف عنك.

كلنا يجد نفسه أحيانا في ظروف حرجة أو صعبة ليست من صنع يده، وإنما هي الظروف وربما الابتلاء... ولكن هل يبقى الفرد أسير هذه الظروف، أم أن عليه تجاوزها والخروج من الوضع الذي وجد نفسه فيه؟

ولا شك أن الجواب بنعم، أي أن على الإنسان محاولة الخروج من هذه الظروف وتجاوزها، وهل يمكنه فعل هذا؟ والجواب قطعا بنعم.

طبعا من الواضح أنك قد وضعت العديد من الصعوبات في سؤال واحد، ولكن أنت لا تحتاج أن تتعامل معها كلها دفعة واحدة، حدد نقطة أو نقطتين تريد بداية العمل معهما، وابدأ العمل، وبعد شيء من التحسن يمكنك الإقدام على الجوانب الأخرى بالتسلسل، فمثلا ما رأيك أن تبدأ بأمرين، ممارسة الرياضة، ومحاولة الخروج من البيت واللقاء بالأصدقاء، ولا شك أن الأمر سيكون صعبا في البداية، إلا أنك مع الوقت ستجد الأمر أسهل بكثير.

ولا شك أن الرياضة واللقاءات الاجتماعية سترفع من ثقتك بنفسك، مما سيشجعك على المزيد من العمل والتقدم، عندي شعور أن تقلب المزاج إنما هو نتيجة لنمط حياتك وضعف الثقة بنفسك، والاحتمال الأكيد أن تقلب المزاج هذا سيخف، ويزول من نفسه بعد أن تقطع أشواطا في الأمور الأخرى، وبعد أن تشعر بشيء من الراحة والاطمئنان.

إن نجاحك في هذا التغيير يتوقف بشكل أساسي على ثلاثة أمور.

الأول: الرغبة في التغيير، وهذا موجود طالما أنك قد كتبت إلينا تبحث عن الطريق.

والثاني: العزيمة على التغيير والاستمرار، ويمكنني أن أقدر أن هذا موجود أيضا طالما أنك قد وصلت لهذا المستوى التعليمي الجامعي، فهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على قدرتك على العمل والاستمرار عليه.

والأمر الثالث: أن تقتنع بأن الأعمال البسيطة والخطوات الصغيرة، يمكن أن تكون لها نتائج كبيرة، وأنا بشكل عام لا أرتاح للتغييرات الكبيرة والنقلات البعيدة، وإنما الخطوات البسيطة والصغيرة، ومع مرور الزمن تُنتج تغييرات واسعة وكبيرة في حياتنا.

فهيا أيها الشاب، ابدأ بالرياضة من الغد، إن لم تكن من اليوم، فليس هناك من سبب كبير يمنعك من القيام بهذا، وبعد عدة أيام حدد موعدا للقاء أحد الأصدقاء، ورويدا رويدا ستجد نفسك في جوّ مختلف تماما عما كنت عليه في الماضي.

ولا أعتقد أنك في حاجة في هذه المرحلة للقاء أخصائي نفسي، ويمكنك أن تفعل ما سبق من نفسك وبالاعتماد على الذات.

وفقك الله، ويسّر لك طريق التغيير، وأوصلك إلى الحالة التي تحبّ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً