الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفع الطبيب جرعة الدواء ولكني خائف من آثارها، فهل مخاوفي حقيقية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من القلق الحاد، ونوبات الهلع، والوسواس، والخوف من الموت، وأتناول دواء (سيبرالكس 20 مج)، ولكن لم أتحسن بالشكل المطلوب، ونصحني طبيبي برفع جرعة (السبرالكس) إلى (30) مج، ولكني خائف من هذه الجرعة، حيث قرأت أن (سيبرالكس) مثل (سيبرام) يسبب طول فترة (كيو تي) للقلب، واضطراب كهربائية القلب، فكيف أرفع الجرعة إلى (30) وهو يسبب الموت المفاجئ؟

أرجو منك -يا دكتور- التفصيل في خوفي من الدواء، وهل فعلا مخاوفي حقيقية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: إذا لم ينتفع الإنسان بدواء معين فهنا يجب أن يُراجع التشخيص، هذه هي الخطوة الأولى.

الخطوة الثانية: إذا كان التشخيص صحيحًا يمكن أن تُرفع جرعة الدواء، بشرط ألا تتعدى سقف السلامة المسموح به، وإذا كانت الجرعة الدوائية أصلاً هي الجرعة الصحيحة هنا يمكن أن يُدعم الدواء بدواء آخر، ولا تُرفع جرعته.

أنا شخصيًا لا أرفع السبرالكس عن عشرين مليجرامًا، لكن أعرف أن بعض الإخوة الزملاء الأطباء يُعطون حتى ثلاثين مليجرامًا في اليوم، لا أعتقد أنها جرعة سُمّيَّةٍ أو خطيرة، لكن يجب ألا يتناولها الإنسان إلا تحت إشرافٍ طبيٍ مباشرٍ.

فيا أيها الفاضل الكريم: ارجع لطبيبك، وقل له أنك متردد حيال جرعة الثلاثين مليجرامًا يوميًا، لأن موضوع السلامة أيضًا أمر مهم، وأنا أقترح أن تُدعم جرعة السبرالكس –وهي عشرون مليجرامًا– بدواء آخر، دواء مضاد للقلق، مثل الـ (بسبار) أو الـ (فلوبنتكسول) أو (سلبرايد) هذه ليست من فصيلة السبرالكس، وحين نُضيفها هذا يعني أننا لم نرفع جرعة السبرالكس، إنما رفعنا من فعالية السبرالكس من خلال استعمال أدوية أخرى تعمل على منظومة أخرى في كيمياء الدماغ.

هذا هو المبدأ الذي ألتزمُ به، وأنا متأكد أيضًا أن الأخ الطبيب الذي نصحك بجرعة ثلاثين مليجراما على صواب، لأنه لابد أن يكون له تجربته وثوابته حول هذا الموضوع.

على العموم لا تنزعج حول اختلاف وجهات النظر هذه، والمهم أنك تتناول دواء سليمًا وبجرعة صحيحة، ويكون نافعًا بالنسبة لك.

أخي الفاضل: أرجو أن تُفعل الآليات العلاجية الأخرى، هي مهمة جدًّا: تعديل السلوك، تغيير نمط الحياة، التفكير الإيجابي، ممارسة الرياضة، هذا كله علاج وعلاج مهمٌ جدًّا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، ونحن في هذه الأيام الطيبة أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم الطاعات، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً