الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نومي مضطرب.. كيف أنظم وقتي ونومي في الإجازة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا شخص عمري 17 عامًا، أعاني بشدة من قلة النوم والأرق، حيث إنني إذا أردت أن أنظم نومي لا ينتظم بتاتًا، مثلا نومي في الإجازة الساعة 8 صباحا، وأريد أن أنظمه إلى النوم بعد العشاء، أسهر لمدة يوم كامل وإذا جئت لأنام العشاء يذهب النوم، أو أنني أنام نصف ساعة، ثم أستيقظ.

صراحة النوم عندي أصبح شبه مستحيل، صار حلمًا أن أنام بشكل منتظم وعميق، أريد حلا.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد ----- حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ----- وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.

من الطبيعي جدًا أن يضطرب نوم الإنسان سواء في صعوبة الاستغراق في النوم، أو في الاستيقاظ ليلا وصعوبة العودة للنوم، أو الاستقاظ المبكر جدًا، وشعور الإنسان بالتعب وكأنه لم ينم.

من الطبيعي أن يحدث كل هذا إذا كان هناك ما يشغل باله، فالإنسان ينام إلا أن الدماغ لا ينام، بل على العكس قد ينشط أحيانًا ونحن نيام، ينشط بالأحلام والرؤى.

وهناك احتمال أن يتحسن نومك من نفسه، وتتجاوز هذا الأرق من دون أن يترك عندك آثارا سلبية، وخاصة إذا أحسنت القيام بقواعد النوم النظيف كما نسميها أحيانًا.

النوم عادة هو نتيجة طبيعية لنمط الحياة، فالشخص الذي يشعر بالحماس لأمر ما يتطلع إليه، فإن هذا الأمر سيذهب عنه النوم، ونراه يستيقظ مبكرًا لمباشرة هذا العمل الذي يتطلع إليه، بل يصبح من أكره الأمور لنفسه هو الخلود للنوم، بينما الذي لا يشعر بالحماس والشوق لأمر ما قد لا يشعر بالرغبة في الاستيقاظ، ونراه يقضي الساعات الطوال في النوم.

فإذا وكما تلاحظ ليس الموضوع لماذا تستيقظ، وتعاني من الأرق؟ وإنما ما هي الأمور التي يمكن أن تجعلك تستيقظ وتجعل نومك مضطربًا؟ وما الذي يمكن أن يريحك لتنام بهدوء؟

وهناك أشياء كثيرة تتعلق بنظام النوم، والذي يمكن أن يحسن النوم كثيرًا، ومنها على سبيل المثال:

• حاول أن تعيد ترتيب برنامجك اليومي، بحيث تترك هناك وقتا لنفسك من الرياضة والهوايات، ووقتا للعمل والدراسة، ووقتا للأسرة.... بحيث تشعر في نهاية النهار بالشوق للنوم والخلود للراحة، ولكن وفي نفس الوقت تشعر بالهمة والنشاط في الصباح للاستيقاظ للذهاب إلى الدراسة والتحصيل.

• الاستعداد للنوم ساعة قبل موعد النوم، وخاصة تهدئة جو البيت؛ لأن الإنسان يحتاج أحيانًا وحتى يستطيع النوم للاسترخاء رويدًا رويدًا حتى يدخل في النوم.

• الابتعاد عن المنبهات كالشاي والقهوة، أو التخفيف منها وخاصة عدة ساعات قبل النوم.

• الإقلال من البهارات؛ لأنها من المنبهات.

• شرب بعض المهدئات كالنعناع مثلا مما يساعد على الهدوء.

• عدم ممارسة الرياضة أو غيرها من الأنشطة التي فيها بذل جهد قبل ساعتين من النوم؛ لأن الإنسان بعد الجهد الرياضي يشعر بالنشاط الزائد.

• التحكم في جو الغرفة فلا تكون باردة كثيرًا ولا شديدة الحرّارة.

• خفض الأضواء، فلا تكون غرفة النوم شديدة الإنارة.

• خفض الأصوات، بحيث لا تكون هناك أصوات مزعجة.

• عدم أخذ الأعمال من لاب توب أو أيباد أو جوال إلى السرير، وتخصيص غرفة النوم للنوم، وليس للعمل.

• القراءة الخفيفة قبيل النوم، وليس مما يثير من أفكار ومشاعر، وبعد كل هذا إذا لم يتحسن نومك، فيمكنك مراجعة طبيب ليعرف سبب ضعف النوم سواء كان سببًا عضويًا بدنيًا، أو نفسيًا معنويًا.

هناك بعض الأدوية المهدئة، والتي تساعد على النوم، إلا أن خطورتها أن تعتاد عليها، فيصعب عليك التوقف عن استعمالها.

وأنا أنصح عادة باستشارة طبيب متخصص قبل البدء بتعاطي أحد الأدوية المهدئة أو المنومة.

وفقك الله ويسّر لك أهداف النجاح، وأراح عينك بنوم هانئ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً