الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتصرف بين حيرة النفس وعرض الزواج من صديقة وواقع الأهل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..

أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة، ولدي صديقة تعزني وأعزها كثيرا، مهتمات برضا الله ولله الحمد، ونساند بعضنا عبر الهاتف لحفظ القرآن الكريم، بين ما أمر به أنا من تشتت في حالة أهلي أحيانا غير متفاهمين، بالرغم من أن الكل يحترمني ويعتبرني حسنة الخلق والسلوك، ولكن بنفس الوقت يعتبروني بأنني ما زلت طفلة، وأنا حقيقة خجولة جدا، ولا أعرف كيف أتصرف أحياناً.

وبما أن صديقتي التي تعرفت عليها قبل سنتين تقريباً، أصبحت عزيزة لكونها تحمل نفس ميولي، عرضتْ علي أن تختار لي أخيها كونها تعزني، وأنا لا أعلم كيف أتصرف بين تقبّل فكرة الزواج الذي سبب لي رهبة من حديث بعض صديقاتي، وبين صعوبة إخبار أحد من البيت، وبين نظره الأهل لي كوني صغيرة، وأمامي إخوة وأخوات أكبر مني لم يتزوجوا.

أسعدكم الله، ودعواتكم لي بالتوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فتاة همها رضا الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا الكريمة في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يهيئ لك صالحا يكرمك ويحقق الآمال.

لاشك أن الاختيار عن طريق الصديقة أقرب للنجاح، فهي تعرفك وتعرف شقيقها، فلا تترددي في القبول به إذا كان صاحب دين وأخلاق، ووجدت في نفسك ميلاً إليه، وعليها أن تسلك الطريق المناسب، كأن ترسل والدتها لتكلم والدتك، ثم ينتقل الأمر إلى الرجال.

والأفضل أن لا يشعروا أنك منسقة مع صديقتك، فإن عرضوا عليك فلا تمانعي، والإخوة والأخوات سوف يفرحوا لك ومعك، فأنت الأخت والبنت، والكل يتمنى لك الخير والسعادة.

وأرجو أن تثبتي بتصرفاتك وتفاعلك مع أفراد الأسرة بأنك عاقلة وكبيرة، واقتربي من الوالدة وساعديها، وتكلمي معها وشاوريها، وتحاوري مع إخوانك والأخوات، وقدمي لهم الخدمات، وأظهري لهم الاحترام، وتمني لهم التوفيق والخيرات.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واحرصي على الدخول في وسط النساء، وعليك بحسن السمت، واجعلي الكبيرة أماً، والصغيرة بنتاً، ومن في سنك أختاً، وعاملي الجميع بما تحبين أن يعاملوك به، ولا تكتفي بصديقة واحدة، وصادقي أفراد أسرتك، واغتنمي أوقاتك في الطاعات.

لقد أسعدنا تواصلك، ونسأل الله أن يوفقك، ونشرف بمساعدتك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسعدك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات