الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي يعاني من حالة نفسية، هل هي فصام أم اضطراب وجداني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أريد من حضرتكم أن أستشيركم في حالة أخي، فهو في الـ 17 من عمره، وقد بدأت الحالة معه منذ أكثر من شهر، وبعض أعراضها: يشعر بأن أحدا ما يراقبه، يعتقد بأن من بالتلفاز يتحدث معه! التردد، القلق، الانطواء عن الناس، المشي ذهابا وإيابا، ولكن هذا بالليل فقط، النوم طويلا، البرود، ولا يضحك إلا نادرا.

في بداية حالته كان يسمع أصواتا لدرجة أنه يغمض عينيه بقوة، ولكنها ذهبت فجأة -الحمد لله- من دون علاج، لاحقا كان يشعر بأنه بعالم آخر، ولا يستطيع التركيز، تم تأجيل الفصل الدراسي؛ لأنه لم يستطع التركيز بالمذاكرة إطلاقا.

قبل أن نأخذه إلى الطبيب النفسي أخذناه إلى قارئ شرعي، وقال: إنها عين. وقد تحسن بالرقية، وقبل أسبوعين أخذناه إلى الطبيب النفسي، وقد شخص حالته بأنها نوبة انفصام بسيط، وعندما نتناقش معه ونقول له إن أوهامه غير حقيقية؛ يقول: إنني أعلم ذلك، ولكن لا أستطيع التحكم بنفسي.

هو الآن يأخذ عقاقير (zyprexa 5mg) وقد تحسن قليلا، ويذهب للمسجد -والحمد لله- ويدرك ما نقول، وعندما يتحدث معه الجيران يكون طبيعيا نسبيا، ولكن تحصل له نرفزة بسرعة، ويعلم أنه مريض، وقد سألناه: ما الذي حصل ليصبح هكذا؟ قال: إنه قد تعرض للتنمر في المدرسة المتوسطة. ولكنه لم يخبرنا بهذه المشاكل أبدا.

من الأسباب المحتملة لحالته أنه قد صدم بوفاة شقيقي قبل سنة بجلطة، ولم يبك كثيرا، وربما انكسر من الداخل، وهو نادم الآن لِم لم يبك؟

عندما نتحدث معه يقول: أريد أن أرجع إلى طبيعتي، ولكني لا أعرف. وكأنه ضائع، كان يعشق كرة القدم، وماهرا بها، ولكن قل اهتمامه بها، وأصبح محبطا جدا، ويلعب أحيانا ألعاب الفيديو مع صديقه، ويتحمس قليلا لكرة القدم، ولكن نرى الإحباط الشديد في وجهه.

أرجو التوضيح إذا ما كان هذا اضطرابا وجدانيا أم فصاما، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء لشقيقك هذا، والأعراض التي ظهرت عليه هي أعراض مرض ذهاني، قد يكون هو مرض الفصام أو ما يشبه الفصام، ووسيلة العلاج واحدة، وهي تناول الأدوية المضادة للذهانيات، ومنها عقار (زيبركسا).

بالنسبة للأسباب: أيها الفاضل الكريم: لا أحد يستطيع أن يُحدد الأسباب، الضغوطات الحياتية ربما تلعب دورًا لكنه ليس دورًا أساسيًا، هذه الأمراض تأتي للكثير من الناس دون أن يكون لديهم أي ضغوطات حياتية، والمتفق عليه الآن أن الاستعداد التكويني للإنسان ربما يلعب دورًا في هذا المرض.

أخي الكريم: الذي أود أن أحتِّم عليه أن هذا الشاب يجب أن يُعالج، ويُعالج بدقة وبحزم ودون تهاون، لأن هذا المرض قد أصابه في سِنٍّ صغيرة، وهو لم يطوّر مهاراته، ولم يُكمل تعليمه، لذا إذا أهملنا في العلاج ربما تكون نتائج المرض سلبية. أنا أحتِّم أهمية وضرورة العلاج لهذا الشاب.

الزيبركسا من الأدوية الجيدة، لكن لا أعتقد أن جرعة خمسة مليجرام كافية، ربما يحتاج لجرعة أكبر، وهذه معلومة للطبيب الذي يشرف على علاجه الآن، ربما يكون الطبيب قد أعطاه الجرعة التمهيدية كخمسة مليجرام، لكن الجرعة العلاجية على الأقل يجب أن تكون عشرة مليجرام إن لم تكن أكثر.

الزيبركسا دواء سليم، دواء فاعل، أحد عيوبه أنه قد يزيد الوزن قليلاً، كما أنه قد يزيد النوم، ولذا يجب أن يُعطى في فترة المساء، وتوجد ثلاثة إلى أربعة أدوية أخرى.

هذا الشاب أرجو أن تعاملوه معاملة عادية، تحاولوا أن تُشجعوه على التواصل الاجتماعي، على أن يهتمّ بنظافته الشخصية، أن نعطيه بعض المهام في المنزل، أن نجعله يمارس أي نوع من الرياضة، لأن هذه وسائل تمهيدية وتأهيلية مهمَّة.

بالنسبة للتشخيص: التشخيص ليس اضطرابًا وجدانيًا، إنما هو أحد الفصاميات أو ما يشبه الفصام.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً