الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تعاني من ضيق الصدر والحزن والكآبة كيف أخرجها من هذه الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أود أن أطرح عليكم مشكلة قد بدأت مع زوجتي منذ أسبوع تقريباً، بينما كانت تصلي بدأت تسمع صوتاً يقول لها ستموتين! وبمجرد أن أنهت صلاتها قامت تجري، وكأنها تهرب من ذلك الصوت، ثم أحست بضيق في الصدر وألم في الظهر، وحملناها إلى المستشفى لمراقبة الضغط والسكر، وتم عمل تخطيط للقلب أيضاً، وكان كل شيء طبيعياً، ولكنها كانت تعاني خوفاً شديداً، وتقول إنها تشعر أنها ستموت، ومنذ ذلك اليوم صار شعور الخوف وألم الظهر يتملكانها كل مساء، وفقدت شهيتها للأكل، وسيطر عليها حزن وكآبة شديدة جداً، وكثيراً ما تبكي.

علماً أننا خلال السنتين الماضيتين مررنا بظروف صعبة جداً، فقد فقدنا مولوداً بعد عملية جراحية للقلب المفتوح، وهو في عمر السنة، ثم فقدت والدها بعد ذلك بأشهر وكنا خارج البلد، وهذه السنة حملت مرة أخرى وتبين أن الجنين يعاني من انسداد المثانة، وتوفي بعد الولادة بساعتين.

تأثرت زوجتي كثيراً، ولكنها كانت مؤمنة بقدر الله، وحال عودتها إلى البلد الأسبوع الماضي حصلت معها هذه الحالة.

أتمنى منكم التوجيه، وجزاكم الله خيراً على ما تقومون به من جهود لرفع الأذى عن الناس، جعله الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى الشفاء والعافية لزوجتك الفاضلة، وأسأل الله تعالى أن يعوضكم خيرًا عن كل ما فقدتموه.

أخي الكريم: الصوت الذي سمعته زوجتك الكريمة أعتقد أنه مجرد نوع من حديث النفس المسموع، ويظهر أنها بالفعل كانت في حالة عدم استقرار نفسي تام، نسبة للأعراض والأحداث الحياتية التي أثَّرت عليها كأسبابٍ مرسِّبة لقلق المخاوف.

بعد ذلك ما أتاها من أعراض بعد سماع ذاك الصوت هي أعراض فزع وهلع ومخاوف، والتشخيص النهائي لحالة زوجتك أنها تعاني من قلق المخاوف، ولديها بعض الأعراض النفسوجسدية.

أيها الفاضل الكريم: الحمد لله تعالى زوجتك بفضل الله ثم وبمساندتك تستطيع أن تتجاوز تبعات الأحداث الحياتية التي حدثت لها، وبمزيد من الصبر والتوكل والإيمان تستطيع أن تكون في وضعٍ أفضل.

أعتقد أنها محتاجة كثيرًا لأن تشغل نفسها، وتُحسن إدارة وقتها، وأن تُصِرَّ على التفكير الإيجابي مهما كانت الأحداث الحياتية، وقطعًا – أخي الكريم – زوجتك الفاضلة سوف تستفيد كثيرًا من أحد مضادات قلق المخاوف، وأنا أرى أن عقار (سيبرالكس) والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام) سيكون دواءً رائعًا جدًا.

لو تواصلت مع طبيب نفسي أو حتى طبيب الأسرة أعتقد أن ذلك أيضًا يمثِّل مساندة علاجية جوهرية، وبجانب العلاج الكلامي والإرشادي يمكن أن يصف لك الطبيب السيبرالكس، وهي لا تحتاج أن تستعمله لمدة طويلة، يمكن أن تكون الجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تتناولها لمدة أسبوع، ثم تجعلها حبة كاملة (عشرة مليجرام) يوميًا، تتناولها لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عامٍ وأنتم بخيرٍ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً