الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعتريني حالة من انقطاع النفس المفاجئ وكتمة وتعرق.. ما تفسيركم؟

السؤال

السادة المحترمون: موقع إسلام ويب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا رجل عمري 42 سنة، متزوج ولدي 6 أبناء، أعمل مخرجًا تلفزيونيًا، أرسل لكم معاناتي بعد أن ضاقت أمامي جميع السبل، ولكن أملي بالله كبير وأنتم أملي بعد الله.

أخي الفاضل إنني أعاني من مشكلة لها عدة سنوات وأخذت تزداد مع مرور الوقت حتى وصلت إلى هذا الحد.

في البداية كان هناك انقطاع في النفس أثناء النعاس ما قبل النوم، واستمرت معي فترة طويلة خصوصًا عندما أكون مرهقًا مثلا مسافر، أو سهرت لفترة طويلة في العمل أو ما شابه، ثم أصبحت الحالة تأتي وأنا مستيقظ.

تطورت الحالة فأصبحت تأتيني على شكل انقباض في اللسان، مع تعرق وكتمة، أو انقطاع مفاجئ في النفس.

راجعت عدة مستشفيات وعدة أطباء طيلة الفترة الماضية، وعملت أشعة مقطعية للدماغ، وكذلك أشعة رنين مغناطيسي للدماغ، وعملت أشعة مقطعية للصدر، وكذلك عملت أشعة كهرباء للدماغ، وعملت تخطيط قلب أكثر من مرة، وأخبروني الأطباء بأن كل شيء سليم.

وأخبروني أنه ربما يكون هناك مشاكل في المعدة مثل ارتجاع معوي، حاولت أن أعمل منظارًا للمعدة، ولكن طبيب المناظير رفض خشية من انقطاع النفس أثناء العملية، وعملت بدلا عنها اختبارًا للمعدة أشعة صبغة.

وأخبرني الدكتور أن المعدة سليمة، ولا يوجد بها ارتجاع، وصرف لي الدكتور علاجًا عبارة عن غلاف معوي، واستمريت عليه لفترة طويلة، جربت أغلب أدوية الغلاف المعوي مثل اميدار وبنتازول، وأنا الآن أستخدم نيكسيوم، لي الآن أربع سنوات على هذه الأدوية.

إخواني الأعزاء: أعتذر للإطالة ولكن يعلم الله أنني أوشكت صباح اليوم على الموت حتى أني أيقنت أنها النهاية، فقد أصابني انقطاع في النفس، وانقباض في اللسان، وجفاف في الفم حتى أني لا أستطيع بلع ريقي، حتى أني أوشكت على الإفطار، ولكنني أحببت أن ألقى الله وأنا صائم.

هناك أيضًا ملاحظة في الأيام الأخيرة، وعندما أستيقظ من النوم أجد دمًا في فمي، أعتقد أنه من اللثة أو الأسنان، علمًا أنني لا أعاني من أي مشاكل في الأسنان، ولكنني متأكد بأن هذا الدم البسيط ليس من الصدر، والله أعلم.

أرجو الرد وتفسير حالتي وإرشادي على الطريق الصحيح، أسأل الله العلي القدير أن يجزيكم عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإرهاق والسمنة والتدخين وقلة الرياضة، وربما ارتفاع الكوليستيرول والدهون الثلاثية كل ذلك يسمى عوامل خطر أو Risk factors، وبالتالي الشفاء من معاناتك يكمن في تغيير نمط الحياة لكي تنعم بحياة طيبة، وأول ذلك إذا كنت مدخنًا يجب البعد والإقلاع تمامًا عن التدخين، وهناك بعض الاستشارات توضح السبيل إلى ذلك فلك الاستفادة منها.

وما تعانيه أثناء النوم هو مرض يسمى sleep apnea، أو كتمة النفس أثناء النوم، وهي حالة مرضية تحدث أثناء النوم، تتميز بتقطع مرضي في عملية التنفس، أو بفترات طويلة من التنفس الضعيف أثناء النوم، ويمكن أن تستمر تلك الأعراض من الشعور بالاختناق، والدوخة، وضيق التنفس من عدة ثواني إلى عدة دقائق، والذي يلحظ ذلك هو المرافق للمريض أثناء النوم سواء الزوج، أو الزوجة أو أحد أفراد الأسرة المجاورين للمريض خصوصًا عند التواء الرقبة أو النوم على الظهر، وفي حالة وجود الشخير أثناء النوم، ومن بين الأمور التي تحسن الحالة وتساعد على وقف ذلك الانقطاع هو تغيير وضع النوم، وعدل الرقبة الملتوية، أو النوم على أحد الجانبين، وعلاج حساسية الجيوب الأنفية، والإقلاع عن التدخين.

كذلك فإن السمنة والوزن الزائد لها دور في ذلك، وهذا يؤدي إلى ضيق مجرى التنفس، ونقص الهواء الداخل إلى الرئتين، ومن بين تلك الأسباب أيضا وجود حساسية مزمنة في الجيوب الأنفية أو التهاب مزمن في الجيوب الأنفية، ويؤدي ذلك إلى نفس النتيجة وهي نقص كمية الهواء الداخل إلى الصدر، وما ينتج عنه من إحساس بضيق التنفس، ولذلك يجب البحث عن السبب وعلاجه.

والعلاج يعتمد على علاج السبب، ولذلك يجب تقييم حالة الأنف والجيوب الأنفية، مع اتباع برنامج غذائي صحي وحمية لإنقاص الوزن، وننصح بالنوم على الجنب، مما يساعد على منع اللسان واللهاة من غلق مجرى التنفس، مع عمل تحليل صورة دم ووظائف الغدة الدرقية TSH & Free T4، والعلاج حسب نتيجة التحليل، وتناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية لمدة 2 إلى 4 شهور للنقص الشديد في ذلك الفيتامين عند الكثير من الناس.

مع ضرورة تحليل الكوليسترول والدهون الثلاثية بعد صيام لمدة 12 ساعة من السابعة مساء إلى السابعة صباحًا، ويمكن إجراء التحليل بعد انتهاء شهر رمضان المبارك -إن شاء الله- حتى يعطي قراءة دقيقة لنسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية والسكر.

ومن بين تلك الأسباب أيضًا التي تؤدي إلى الشرقة والكحة في الليل وجود جرثومة في المعدة تؤدي إلى حدوث التهاب في جدار المعدة وتأثر المعدة بعد ذلك بالحمض الذي تفرزه ثم ارتجاعه في اتجاه المريء، ويحدث ما يعرف بالشرقة أثناء النوم، وهذا يؤدي إلى الكحة وضيق التنفس، ويمكن تشخيصها بعمل تحليل براز لجرثومة المعدة، وفي حالة وجودها هناك علاج يسمى العلاج الثلاثي، ويشمل نوعين من المضادات الحيوية klacid 500 mg مرتين يوميًا لمدة عشرة أيام وحبوب flagyl 500 mg ثلاث مرات يوميًا، والاستمرار على تناول أقراص nexium 40 mg أيضًا على الريق لمدة 10 أيام، ثم عند الضرورة بعد ذلك.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً