الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخوتي الأكبر مني يرتكبون بعض المعاصي، كيف أتعامل معهم؟

السؤال

أعاني من شعور بالذنب والتعب؛ لأني أعرف أن إخوتي الأكبر مني يتلفظون بألفاظ فاسدة -أجلكم الله-، وأيضا يكلمون بنات على الهاتف والفيس، وأحدهم يدخن، وأنا لا أستطيع أن أحرك ساكنا، ولا أستطيع إخبار أحد؛ حتى لا تحدث مشكلة، فهل علي ذنب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك هذه الروح التي دفعتك للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويصلح الأحوال، وأن يهدي إخوانك، ويحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.

لا شك أن في رفضك للأخطاء الحاصلة منقبة لك ورفعة، ونسأل الله أن يملأ نفسك قوة وخيرا وثقة، وأن يعينك على تغيير المنكرات حسب الوسيلة التي تتمكن منها، والتوجيه النبوي: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه).

ونتمنى أن تقترب من إخوانك، وتحترمهم، وحاول البداية مع أفضلهم وأقربهم إليك، وبين له أنك فخور به وسعيد كأخ شقيق، وأنك معجب فيه بكذا وكذا، ولكنك تتمنى أن تختفي بعض الأمور التي لا تليق بأمثال أشقائك، ثم اطلب معاونته في توجيه الإخوة الآخرين، وإذا لم يتيسر هذا فنقترح عليك طلب المساعدة من الخال أو العم، واطلب منهم أن يناصحوا إخوانك دون أن يخبروهم أنك من طلبت، فإذا صعب هذا؛ فاطلب من والدكم الاقتراب من أبنائه، وتفقد أحوالهم، وبين له أنك بحاجة إلى قربه كوالد، وثق بأن قرب الوالد سوف يبعد الشيطان، ويجعل فرص الوالد في التعرف على مواطن الخلل كبيرة.

ومن المفيد جلب الكتيبات النافعة، والأشرطة والسيديات، وكل ما يمكن أن يكون فيه عون على الخير، وتذكير بالله العظيم، ونتمنى أن تغتنم فرصة الصيام الذي فيه إقبال للنفوس.

أما إذا صعبت عليك المقترحات أعلاه؛ فاستمر في الإنكار بقلبك، ولا تشارك في مجالس المعصية، وأظهر عدم رضاك، واجتهد في ألا تعينهم على الباطل، وأكثر لنفسك ولهم من الدعاء.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يوفقك، وأن ينفع بك بلاده والعباد.

أسعدنا تواصلك، ويفرحنا استمرارك، ونسأل الله أن يحفظك ويصلح بالك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً