الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الحل لمشاكلي الأسرية ومنها إعاقة أخويّ؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا فضيلة الشيخ: أنا شخص أعاني من الاكتئاب بسبب حياتي، ولدي أخوان معاقان، وأخي الآخر كئيب بسبب أبي، وأيضا أبي يشرب الخمر ويشتم، وأمي طيبة القلب.

أحب الوحدة لأني لا أمتلك أصدقاء، كل مرة أذهب إلى المدرسة، وأجلس وحيدا دون رفيق, أكره حياتي، وأنا أخاف من الزواج بسبب إخواني المعاقين.

ما الذي يجب أن أفعله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بإخوانك، ونحيي فيك الحرص الذي دفعك للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويصلح الأحوال، وأن يهدي والدك ويحقق الآمال.

ذكر الله سبب الأنس، ومبعث الطمأنينة، فقال سبحانه: "الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب" فاشغل نفسك بالذكر والاستغفار والدعاء، وأكثر من دعوة يونس عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه، قال تعالى: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" فإني وجدت الله يعقبها يقول جل في علاه: "فاستجبنا له ونجيناه من الغم" وهي ليست له خاصة، ولذلك قال سبحانه: "وكذلك ننجي المؤمنين".

اجتهدوا في نصح الوالد، وأكثروا له من الدعاء، واقتربوا منه، وابذلوا له ألوان البر، وأشعروه بخوفكم عليه، وبرغبتكم في توقفه عن المعصية الكبرى أم الخبائث، وطيبوا خاطر الوالدة، وكونوا لها سندا، وخففوا عنها، وأكرموها بما هي أهل له.

لا تعزل نفسك، اقترب من الصالحين، وتذكر أن سبل الشيطان ممهدة للواحد، وهو من الاثنين أبعد، وتذكر ما قاله الفاروق: ما أعطى المسلم بعد الإيمان أفضل من صديق حسن، يذكره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ولا تترك الزواج لأجل السبب المذكور، وأمِّل الخير وتفاءل، وارضَ بما يقدره القدير، ولا مانع من إجراء الفحوصات الطبية، ومراجعة المختصين، وفي حالتك وحالات إخوانك، وثق بأن الزواج جزء من العلاج، وبه يكتمل نصف الدين، واعلم أنه يسامح على القصور، ولا يقبل التقصير.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً