الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تساقط شعر تحول إلى حساسية في فروة الرأس، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من تساقط الشعر، أتعبتني جداً هذه المشكلة، فذهبت إلى الطبيب، وبعد عمل التحاليل، قال لي: إنني أعاني من فقر الدم، ووصف لي المينوكسدل، فاستخدمته لمدة عام، و-الحمد لله- كانت النتيجة ممتازة، وبدأت بتركه شيئا فشيء.

ثم عاود شعري التساقط مرة أخرى، فقمت باستخدامه، إلا أنني بعد شهرين أصبت بحساسية في فروة الرأس والأذن والوجه والجسم، ولا أعلم لماذا؟ فذهبت إلى الطبيب، ووصف لي شامبو ضد الحكة وقطرة للشعر، ولم أستفد من العلاج، فما زالت تضايقني تلك الحساسية، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دورة حياة الشعر تكوّن في ثلاث مراحل: مرحلة النمو (Anagen) ومرحلة الكمون (Catagen) ومرحلة السقوط (Telogen)، والنسبة الأكبر من الشعر في فروة الرأس تكون في مرحلة النمو, ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أية مشكلات صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بصورة مثالية, فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط.

لذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى)، أو عدوى جرثومية شديدة، أو عمليات الجراحية، أو ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه، وذلك ما يحدث بعد الولادة وأثناء الرضاعة، وفي العادة تعود الأمور إلى ما كانت علية سابقا بعد فترة حوالي 6 أشهر، بالأخص إذا لم يكن هناك سبب أخر للتساقط.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى مثل الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد أو نقص عدد كرات الدم الحمراء, والأنيميا، تناول بعض الأدوية، التوتر والقلق.

مشكلة فقر الدم المذكورة لها علاقة مباشرة بهذ النوع من تساقط الشعر، وأنصح بزيارة طبيب أمراض جلدية؛ لفحص الشعر وتقييم صحتك العامة، وخلوك من أية مشكلات أو أمراض أخرى تؤدي إلى تساقط الشعر، ولطلب الفحوصات والإجراءات اللازمة، وذلك النوع من تساقط الشعر يسمى ـTelogen Effluvium، وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويختلف ذلك النوع عن الصلع الوراثي, وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها، ومستحضر المينوكسيديل الموضعي لا يستخدم في الأساس لعلاج تلك المشكلة، ويجب تدارك سبب التساقط بشكل فعال.

أما بالنسبة للصلع الوراثي فعادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل Dermoscope، ويمكنك مراجعة الطبيب للتأكد من التشخيص وبدء العلاج المناسب مبكرا، إذا كان هناك أي مظاهر للصلع الوراثي.

ربما لاحظ الطبيب المعالج أنك تعانين من كلا النوعين من تساقط الشعر، ولذلك وصف لك المينوكسيديل الموضعي، وهو العلاج الأمثل لمشكلة الصلع الوراثي، لكن يجب استعماله بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعا بعد التوقف عن العلاج -كما ذكرتي-، يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة، ويمكنك استخدام التركيز المخصص للسيدات 2% بمعدل 6 بخات مرتين يوميا على فروة الرأس، وهي جافة، وتأكدي من تلامس المستحضر مع فروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي؛ لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستخصر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك، وتوجد مركبات ومستحضرات حديثة أخرى وطرق علاجية جديدة، يمكن مناقشتها مع الطبيب المعالج بعد تشخيص الحالة بدقة.

التحسس التلامسي بفروة الرأس من الأثار الجانبية المتعارف عليها جراء استعمال المينوكسيديل الموضعي، وعلاجة يكون ياستعمال مستحضرات الكورتيزون الموضعي المناسب في القوة لشدة التحسس، حتى يكون العلاج فعالا، ويكون الاستعمال لفترة قصيرة، حتى تتجنبي الآثار الجانبية للكورتيزون الموضعي، وفي نفس الوقت تحصلين على النتيجة المرضية، وذلك مع متابعة التحسن مع الطبيب المعالج.

المعلومات التالية سوف تكون مفيدة في كيفية العناية بالشعر والصحة العامة والتغذية، حتى تجعل شعرك ينمو في أفضل صورة، وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعته:

• الاهتمام بالتغذية الصحية (لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية، والفيتامينات والمعادن) وشرب كمية كافية من الماء يوميا.

• الاهتمام بالصحة العامة وممارسة الرياضة؛ لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس، وتجنب التوتر والقلق، وأخذ قسطا كافيا من النوم يوميا.

• غسيل الشعر باستخدام الشامبوهات، وتجنب استعمال الصابون بأنواعه، على أن يكون بالتباعد لكي يبقي الشعر نظيفا، وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر Conditioner مع غسيل الشعر باستمرار؛ لأنه بمثابة المرطب للشعر، يمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة والبلسم الخاص بكل نوع، واختاري النوع الأنسب لك، الذي يجعل الشعر أسهل في التعامل، والتصفيف بعد الاستحمام، وقد يساهم ذلك في علاج أو التخفيف من مشكلتك.

• يفضل تجفيف الشعر برقة بالفوطة، ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع، ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى، ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضعي أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل: الجل والموس وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنبي فرد الشعر بالكريمات الكيميائية، أو بالتسخين وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار، وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن يوسف

    شكرا لاهتمامكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً