الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاهدت برنامجا عن السرطان فصرت أوسوس وأخاف من المرض

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أبلغ من العمر 16، استشرتكم اليوم من ثقتي بكم، وجزاكم الله خيرا على ما تفعلون.

أول قصتي خوف ووسواس وقلق، في رمضان قبل سنة شاهدت برنامج مرضى السرطان، وشاهدت حالات، وتأثرت، وبعد ساعة من مشاهدة البرنامج أحسست أن المرض سيصيبني، وبعدها بأيام حصل عندي حمى وزكام، فقلت: لا شك سرطان -شفانا الله وإياكم-، فذهبت من مستشفى إلى مستشفى، وكلما قالوا لي: لا يوجد شيء؛ أرجع أوسوس وأفكر، وأخاف وأقلق.

المهم أني جلست على حالتي لمدة 6 أشهر، وحدث عند أبي ضيق تنفس وحمى، فقلت: لا شك المرض في أبي. وبعدها استمر معي التفكير أن المرض في أبي لمدة 3 أشهر، ولا زال موجودا عندي.

أحس أنني أسبب المشاكل لأهلي، وأفكر أننا سنصاب بالفقر، ومن حال إلى حال، وأفكر في الانتحار، وأخاف من العذاب، أرى الناس فرحانين إلا أنا.

هذه قصتي، الرجاء ساعدوني، ما الحل؟ فلم أعد أطيق الدنيا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هوّن عليك –يا ابني– فما تشعر به نوع من المخاوف الوسواسية، وهو الخوف من المرض، الخوف من حدوث مرض معين، ويستمر التفكير بصورة متكررة ومُلحة، وتذهب للمستشفى ويحدث القلق، فتذهب ثانية؛ لكي تُعالج القلق من التفكير المتكرر، فتجد الفحوصات سليمة، فترتاح لفترة قصيرة، ثم تُعاود الكرَّة.

أولاً: أنصحك بالتوقف عن الذهاب إلى المستشفيات، أو التردد والتنقل بين مستشفى وأخرى؛ فإن هذا لن ينفعك بأي شيء.

ثانيًا: أرى أن هذا الوضع انتقل منك إلى الخوف على أبيك، وواضح أنك بتكرار هذه الوساوس وعدم السيطرة عليها بدأت تشعر بالاكتئاب، وكما ذكرت فإنك فكّرت في الانتحار، وأن الدنيا أظلمتْ عليك، فهذه هي أعراض اكتئاب نفسي ناتج من الاستمرار في الوسواس القهري وعدم علاجه، وهذا معروف في الطب النفسي. الوسواس القهري إذا لم يتعالج يؤدي إلى الاكتئاب النفسي.

هوّن عليك –يا ابني– هنالك علاج لحالتك، علاج دوائي وعلاج نفسي (سلوكي معرفي)، في مثل عمرك عادةً يُنصح بتناول دواء يعرف تجاريًا باسم (بروزاك Prozac) ويسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) عشرين مليجرامًا (كبسولة) يوميًا بعد الأكل، فهي تُعالج الوسواس القهري والاضطراب، وهي مُرخصة من قِبل هيئة الأدوية والأغذية الأمريكية لعلاج الأطفال أو المراهقين، وسوف تشعر بالتحسُّن، أو سوف يبدأ مفعول هذا الدواء بعد أسبوعين من بداية تناوله، وإن شاء الله تعالى سوف تتحسَّن في خلال شهرين، ولكن عليك بالاستمرار لفترة ثلاثة إلى ستة أشهر.

ثانيًا: إذا كانت هناك طريقة أن تلتقي بمعالج نفسي؛ ليساعدك بجلسات نفسية، يكون فيها نوع من الاسترخاء النفسي، وبعض التدريبات السلوكية، على أنك ماذا تفعل في التحكم أو للتعامل مع هذه المشاعر الاكتئابية أو الأفكار الوسواسية، فقد يُساعدك هذا كثيرًا.

كما لا تنس –ابني الكريم– اللجوء إلى الصلاة، والذكر، وقراءة القرآن يساعدك كثيرًا، والإيمان بالقدر خيره وشرّه، فالالتزام الديني والتوكل على الله، وطلب من الله العون والشفاء، فإن هذا يساعدك كثيرًا، فأنت لست وحدك، والله معك، خاصة في هذه الأيام الطيبة، الدعاء مستجاب بإذنه تعالى.

وفقك الله، وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً